كعادتها كل يوم عقب الافطار تاخذ من والدها جنيه وتخرج لشراء حلوى او شيبسى وتلهو فى الشارع مع باقى الاطفال تقف رضوى تشترى الحلوى ويلتف حولها باقى الاطفال يشترون ويأكلون معها ويجريين فى الشارع مرح ولعب وفوانيس فى ايديهم حالو .. يا حالو رمضان كريم يا حالو تعود ” رضوى ” تارة اخرى الى المنزل لتشرب او تاكل وتخرج مرة اخرى ووالدتها تتابعها اوعى تتاخرى يارضوى .. ” العبى شويه ” وتعالى وهكذا كل يوم على هذا المنوال حتى جاءت الليله المشؤمه خرجت رضوى صحبة والدتها للصلاه العشاء فى المسجد عقب تناول طعام الافطار واثناء الصلاه خرجت رضوى لتلعب كالعاده مع اطفال الشارع وفجاه خرجت الام لتبحث عن رضوى فلم تجده
فين رضوى اين رضوى ؟ الكل بيسأل عن رضوى اختفت رضوى وكانها فص ملح وداب بدأ القلق يتسلل الى قلب الاب والام رضوى اتخطفت ! ومن خطفها ؟ ولماذا فهى طفله برئية لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات فلماذا ؟
خرجت القرية باجمعها يحملون الكشافات يبحثون عنها فى الترع والمصارف المجاورة للقرية والبعض توجه الى ميكروفونات القرية والقرى المجاورة ينادون عنها علها تسمع وترجع او لعل من تحجر قلبه وخطفها ان يعود لرشده ويطلق سراحها ولكن هيهات.. هيهات نداءهم وبحثهم ذهب سودا فقد ماتت رضوى ذهقت روح رضوى … قتلت بدون ذنب اقترفته هذه البريئه الطاهرة من مدمن مخدرات قتلها تحت تاثير المخدر
اهتم اللواء انور سعيد مدير الامن بالواقعه فتم تشكيل فريق بحث قادة اللواء علاء سليم مدير المباحث الجنائيه وتوصل فريق البحث انه بسؤال والدتها حنان محمد محمد سليمان سلام سن 45 ربة منزل اكدت أنها توجهت لأداء صلاة العشاء والتراويح بمسجد مجاور لسكنها وبصحبتها نجلتها المجنى عليها وعقب الانتهاء لم تعثر عليها وظل اهالى القرية يبحثون عنها وفى وصباح اليوم التالى عثروا علي الطفلة متوفاة بأرض منزرعة بنبات الذرة بالقرب من منزلها ملقاة علي وجهها وترتدي ملابسها كاملة وقرطها الذهبي ولا توجد ثمة إصابات ظاهرية بها ويوجد تجمع دموي بمنطقة الوجه وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفي طوخ المركزي
كشفت تحريات المباحث ان اخر رؤية للمجنى عليها انها كانت تلعب اثناء صلاة العشاء فى ذات اللليله التى كانت بصحبة والدتها فى الشارع وانها اختفت عقب ذلك وقام فريق البحث برئاسة العميد حسام الحسينى مفتش المباحث بفحص علاقات وتعاملات وخلافات أهلية المجني عليها وكذا فحص منطقة الحادث وصولاً لثمة اشتباهات او مشاهدات للجانى قبل واثناء وبعد ارتكاب الحادث وحصر وفحص الاشخاص سيئي السلوك والسمعة بالمنطقه وحصر وتجنيد المصادر السرية بمنطقة الحادث والمناطق المجاورة وتوصل فريق البحث الى التوصل الي معلومات مفادها ان مرتكب الواقعة المدعو نصر ن ع سن 15 طالب بالصف الثالث الأعدادى
وتمكنا العميد حسام الحسينى مفتش المباحث والنقيب محمد فخرى معاون المباحث من ضبطه وبمواجهته أعترف بارتكابه الواقعة معترفا بتعاطيه مخدر الحشيش ولهوه مع الأطفال بالشارع بمحيط المسجد وعقب انصرافه وسيره بالشارع فوجئ بالطفلة المتوفاه تسير خلفه فتوجه لزراعات الذرة مكان العثور على الجثة فاستمرت الطفلة في السير خلفه فأنتابته حاله هيستيريه نتيجة تعاطيه المواد المخدره وقام بخنق الطفلة بيده حتى فارقت الحياه وتركها وفر هاربا
مباشر القليوبية
بخصوص مقتل البراءة التى لم تشهد بعد شرور الدنيا وآثامها : رضوى عبداللطيف ، إبنة الأربع سنوات فى قرية إمياى التابعة لمدينة طوخ بمحافظة القليوبية ، الأمر متعلق كليةً بالإهتمام الظاهر بالمسؤلية والرعاية تجاه الأبناء ، ففى العقدين الأخيرين صار ت قيمة الناس فى مُمتلك أو فيمن مَلَك !!
انحدرت ثقافة القيم مقابلةً مع ثقافة الأشياء ، واختل سلم القيم معكوساً وكأن الناس فى زماننا هذا تمشى على رؤوسها !!
وصار بؤرة إهتمام العقل البشرى ثملة أمام شهوة التملك لا أكثر !! وكل ما يشغل عقل المربين هو كم نمتلك ؟ وكم ندخر ….. الخ ، التربية الأخلاقية والرياضة الروحية تسير فى منعطفٍ بعيدٍ عن كيان النشئ ، وكأن الصغير مجرد كائن مفرغ إلاّ من حاجاته البيولوجية فى نظر الآباء والمربون ، الأمر يتعلق أيضا بغياب الرقابة ( السلطة الوالدية ) كما المتابعة والتقويم !! علاوة على تباعُد العلاقات داخل الأسرة الواحدة فصارت علاقان شبه رسمية !!
وتعددت مضار الإهمال إلى التلوث اللغوى بمفرداته التى تنم عن الوحداوية والإنعزالية وغياب الولاء والإنتماء والحب والحس الجمعى !!
مجتمع الجيرة الذى كانت تنعم به القرية فى المودة إحتكاماً لعلاقات القرابة والنسب والمصاهرة التى كانت تؤدى دورا تربوياً مستمراً .. فالنشئ كانوا على إمتداد النهار وااليل تحت رقابة وتوجيه ما يُسمى ( المسؤلية الجمعية ) . وأفرزت لنا الحضارية ومعطيات الحداثة وتقدم وتعدد وسائل الإتصال ( الأنا مالية ) فانعدم الإنتماء إلاّ من الذات !! حتى وصل حال النشئ إلى ماهو أخطر وأعمق متمثلاً فى غياب بهجة الحياة فصاروا يبحثون عن عالمٍ بديل بعد أن أسقطهم الآباء والمربون من بؤرة الإهتمام ، وغابت علاقة الوجه للوجه وصارت هى الأخرى متشيئة عبر هاتف جوال أو رسالة صماء !! هذا بعضٌ مما جال برؤيتى ، ونهايةً لن تستقيم لنا الحياة إلاّ بالحب .