كتب – مدحت منير
فى إطار وفائها لذكراه العطرة وتقديرها لدوره الهام والمؤثر فى الخدمة بها وعملا بقول الكتاب المقدس على لسان معلمنا بولس الرسول “إذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله “(عب 13 :7) إحتفلت كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها بالذكرى الثامنة لنياحة راعيها القس أثناسيوس إبراهيم الملقب ب”ملاك الخدمة النارى ” حيث أقامت الكنيسة قداسا إلهيا لروحه الطاهرة برئاسة نيافة الأنبا مكسيموس مطران بنها وقويسنا وبمشاركة رعاة الكنيسة وبعض كهنة الإيبارشية
:“القس أثناسيوس إبراهيم فى سطور”
يذكر أن القس أثناسيوس إبراهيم ولد فى 17 / 10 / 1977 بإسم أنطون إبراهيم عبد السيد وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة بنها عام 2001 وخدم لسنوات فى التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء ببنها ، قبل أن ينتقل للخدمة بإجتماع الشباب بكنيسة ماريوحنا ببنها حتى إختارته السماء وأفرزه الروح القدس ليخدم مذبحها ويرسم بيد الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا يوم 10 / 10 / 2009 بإسم القس أثناسيوس لتكتمل أضلاع مثلث الخدمة المبارك بالكنيسة والمكون من القمص متاؤس شفيق والقس يوحنا وهيب والقس أثناسيوس إبراهيم ليخلقوا معاً حالة تناغم كامل فى الخدمة كانت مثار إعجاب الإيبارشية كلها خداماً وشعب، حتى صارت كنيسة ماريوحنا ببنها هى الكنيسة الأكثر جذباً للشباب فى إيبارشية بنها كلها.
ورغم قصر مدة خدمته “6 سنوات فقط” إلا أن القس أثناسيوس، إستطاع أن يكسب محبة قطاع كبير من شعب الإيبارشية وليس شعب الكنيسة التى يخدمها فقط لذا لم يكن غريباً أن تتحول جنازته يوم 10 يونية 2015 إلى مظاهرة حب ظهرت فى الجموع الغفيرة التى ملأت كنيسة ماريوحنا ببنها عن أخرها رغم إتساع مساحتها وصفحات الفيس بوك التى إشتعلت عقب نياحته بصوره وأقواله ومواقفه وخاصة جمعه للقمامة فى كرنفال الشباب، الذى أقيم بأرض الفرح التابعة لإيبارشية طنطا وطريقته المتفردة فى الوعظ وكان يبدأ عظته دائما بقصة قائلا”عايز أحكيلكوا حكاية ” ليفسر ببساطة مقطع الكتاب المقدس الذى يتناوله كما كان السيد المسيح يضرب الأمثال لتقريب المعنى الروحى العميق لأقل الناس حظاً من العلم والثقافة.
هذا ناهيك عن جهوده الملموسة مع الشباب وفى مجالات التنمية البشرية ،والمشورة الأسرية وغيرها حتى لقب ب”ملاك الخدمة النارية” لكثرة نشاطه وغيرته المقدسة ومن أقواله التى نشرها أبناؤه على صفحة دشنوها بإسمه “الإنسان المكتملة وزنته يشتهى الإنتقال كما تشتهى الزرعة الماء لترتوي”.
مفارقات فى مشوار القس أثناسيوس:
جائزة الوداع من قداسة البابا:
من الترتيب الإلهى العجيب فى حياة هذا الراعى الأمين أن الله أراد أن يفرح قلبه ويبرز ثمار خدمته فى مجال المشورة الأسرية أمام الجميع قبل سفره الأخير إلى المجد السمائى، فنال جائزة فى هذا المجال الحيوى وتسلمها يوم “8 / 6 / 2015” أى قبل نياحته ب48 ساعة فقط من يد قداسة البابا تواضروس الثانى
رقم “10” في حياته:
تكرر رقم “10” في محطات حياة القس أثناسيوس المحورية بشكل غريب فقد ولد فى يوم 17 / 10 / 1977 ورسم قسا فى 10 / 10 / 2009 وأخيرا إختاره الله لينضم للسمائيين في يوم 10 / 6 / 2015
والمعروف أن رقم “10” هو رقم مقدس فى الكتاب المقدس لأنه يرمز للعشر عذارى الحكيمات وللوصايا العشر التى أعطاها الله لموسى النبى، وهناك الضربات العشر التى أدب الرب بها فرعون مصر وبعدها ترك شعب الله يخرج من أرض العبودية وله رموز أخرى يضيق المجال عن ذكرها
:..ورقم “6” أيضا
تكرر أيضا رقم “6” فى حياة هذا الخادم الأمين مرتين وهما تاريخ تسلمه للجائزة السالفة الذكر من قداسة البابا تواضروس وكان ذلك يوم 8 / 6 / 2015 ونياحته بعد ذلك بيومين فى ذات الشهر يوم 10 / 6 / 2015،
..بعد الرحيل”عدل أزرار قميصك”:
من المفارقات الغريبة أيضا فى حياة هذا الراعى الأمين أن كتابه الأول والذى وضع بين دفتيه خلاصة دراساته وخبراته فى مجال المشورة الأسرية وإختار له عنوان جاذب للقارئ هو “عدل أزرار قميصك” وإختار له أيضا تصميم غلاف مبتكر يخدم مضمونه لم يرى النور إلا فى عام “2016” أى بعد سفر مؤلفه الأخير للسماء بقرابة عام كامل
وتتعدد المفارقات والمواقف فى حياة القس أثناسيوس لكن أهم ما يجب أن يذكر أنه على الرغم من قلة سنوات خدمته”6 سنوات” إلا أنه ترك بصمة يندر تكرارها ورغم غيابه بالجسد لمدة 8 سنوات كاملة إلا أن أولاده يؤكدون أن غيابه لا زال يكثف حضوره
0 18