كتب – محمد سالم
الحاج حسن عبدالمالك وشقيقه محمد من شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، رفضا بيع لوحة فنية أثرية تعود إلى عام 1964 وأن يحصلا على مبلغ 3 ملايين جنيه مقابل بيع هذه التحفة الفنية الأثرية لأحد التجار، بعد أن رأى تلك اللوحة معلّقة في كافيه يمتلكه الشقيقان، وبعد أن علم الشقيقان بقيمة تلك اللوحة أيقنا أنه ليس من حقهما اقتناء تلك اللوحة، وقرّرا أن يسلماها إلى الدولة باعتبارها ملكًا لكل المصريين على حد تعبيرهما.
وقال الشقيقان في حديثهما لـ مباشر القليوبية إنهما حصلا على اللوحة من أحد المباني الحكومية، حيث إنهما يعملان في المقاولات والهدم، وأحد المباني الحكومية أخذاه لهدمه وأخذ الأنقاض، وكان ذلك منذ قرابة 20 سنة، وقاما بأخذ كل الأنقاض وتخزينها في مخزن لهما في شبرا الخيمة، وكان من بين تلك الأنقاض هذه اللوحة، وظلت اللوحة حبيسة في المخزن، إلى أن قاما بإنشاء كافيه في منطقة الوحدة بشبرا الخيمة.
وأضافا أنهما عادا إلى المخزن للبحث عن أشياء ليضعاها في الكافية فوجدا تلك اللوحة ووقتها لم يعرفا قيمتها الأثرية، وأنهما وجدا أنها لوحة جميلة ممكن أن يضعاها على الجدار في الكافيه، وبالفعل حملاها وقاما بتعليقها على أحد جدران الكافيه.
وأشارا إلى أنه بعد وضع اللوحة بأحد أركان الكافيه جاء أحد الأشخاص أمام اللوحة، وظلّ ينظر لها فترة طويلة، بل جاء على مدار 3 أيام ليشاهدها، وفاجأهما بأنه يريد شراء تلك اللوحة بمبلغ 2 مليون جنيه.
عند ذلك قال الشقيقان إنهما علما بقيمة تلك اللوحة وقرّرا أن يسلماها للمسؤولين في وزارة الثقافة.
وتسلّمت وزيرة الثقافة اللوحة حيث تبين بعد فحص اللوحة من خلال أجهزة الفحص التكنولوجية الحديثة أن العمل أصلي ويعود تاريخه إلى عام 1964 وفُقدت عام 1971، وقررت وضعها في متحف الفن الحديث لتكون إضافة إلى مقتنياته الثمينة، ووجهت الشكر لهما لإصرارها على أن تعود اللوحة مرة ثانية لوزارة الثقافة، وأن تكون متاحة للجمهور في مصر والعالم، كما وجهت التحية للشقيقين لسرعة مبادرتهما بتسليم اللوحة إلى ملاكها فور علمهما وعدم تفريطهما في أحد كنور الثقافة المصرية، وأهدتهما درع وزارة الثقافة تكريمًا لهما ولأسرتهما في الحفاظ على اللوحة كل هذه الفترة.
وفى السياق استقبل اللواء ماهر هاشم، رئيس حي غرب شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، المقاول حسن عبدالمالك وشقيقه محمد عبدالمالك اللذين كرمتهما الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، لسرعة استجابتهما في إعادة لوحة مفقودة منذ ما يزيد على نصف قرن للدولة، وذلك في مبادرة طيبة منها لهذا الدافع الوطني لسرعة تسليمها.
0 192