كتب /مدحت منير
فى أمسية روحية رائعة من أمسيات إيبارشية بنها وقويسنا يمتزج فيها عبق التاريخ بشذى الذكريات التى تحمل للأذهان والأرواح لمحات من عمل الله المعجزى فى كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها إحتفلت الكنيسة باليوبيل الذهبى لتأسيسها برعاية وحضور نيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وبإشراف رعاة الكنيسة القمص متاؤس شفيق والقمص يوحنا وهيب والقس أثناسيوس ثروت
بدأ الإحتفال بصلاة عشية التى ترأسها نيافة الأنبا مكسيموس تلاها كلمة أباء الكنيسة ألقاها القس أثناسيوس ثروت
وعقب ذلك قدم كورال (مارين هوس )”كورال خدمة إعدادى بنات وبنين بالكنيسة” فقرة ترانيم روحية تلاها فقرة ترانيم أخرى قدمها كورال كنيسة ماريوحنا المجمع “صوت السماء” ثم فقرة ألحان قدمها فريق مدرسة الألحان بالكنيسة وعقب ذلك تم تكريم “50” شخصية من الرعاة والخدام المؤسسين بالكنيسة على رأسهم المتنيح القمص بيشوى فؤاد أول راعى للكنيسة والذى شارك مثلث الرحمات القديس الأنبا مكسيموس المطران فى تأسيس الكنيسة وحمل صليبا خاصا – إن جاز التعبير – من المتاعب والمشاكل مع الجهات الرسمية وخاصة الجهات الأمنية ومن ذلك أن الكنيسة كانت فى البداية ورشة بلاط وكان القمص بيشوى يبيت مع الأنبا مكسيموس المطران فيها لمدة أسبوعين فى مرحلة التأسيس على ما يشبه “الحصيرة” على الأرض وكان يصلى فيها قداسا يوميا رغم دخول الأمطار إليها بسبب السقف الإسبستوس بالإضافة لبصماته الخاصة فى خدمة إخوة الرب والسجون وإفتقاد الأرامل والأيتام وغيرها ..بإختصار كان وسيظل القمص بيشوى فؤاد وكنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها وجهان لعملة واحدة لا يذكر أحدهما إلا ويذكر الأخر فى ذات الوقت
كما تم تكريم المتنيح القس أثناسيوس إبراهيم راعى الكنيسة الملقب ب”ملاك الخدمة النارية” لدأبه ونشاطه وإتضاعه الذى بلغ درجة أنه بعد نياحته كتب عنه فى بعض وسائل الإعلام “أبونا بتاع الزبالة” بسبب موقف شهير وهو أنه فى كرنفال للشباب بأرض الفرح لاحظ أن القمامة تملأ المكان فما كان منه إلا أنه تمثل بإتضاع السيد المسيح والقديسين وأمسك كيسا كبيرا وظل يجمع القمامة ومن ذلك أيضا أنه كان يرفض الكتابة عنه فى الصحف فى عيد رسامته وقد كان للمحرر خبرة شخصية معه فى ذلك .. هذا فضلا عن قربه الشديد من الشباب ورغم قلة سنوات خدمته “2009 – 2015” إلا أنه ترك أثرا لا يمحى فى شعب الكنيسة وربما شعب الإيبارشية كلها وكان من أهم بصماته إشرافه على كورسات تنمية بشرية وكورسات أخرى وإنشائه لمعهد المشورة بالإيبارشية وإصداره لكتابه الوحيد “عدل أزرار قميصك” والذى شاءت إرادة الله أن يخرج للنور عام 2016 أى بعد عام كامل من سفر مؤلفه لسماء المجد
هذا وقد تم منح درع الكنيسة للمكرمين تقديرا لدورهم فى الخدمة بالكنيسة وعقب ذلك عرضت ترنيمة فى حب الكنيسة تحت عنوان “فاكرة مبانيها” والتى كانت نتاج إبداع متميز لأبناء الكنيسة الشاعرة دينا شكرى والملحن بيتر بديع والموزع إبرأم القس موسي والأداء مريم ميلاد والفكرة والإخراج لباسم ناجى ولقد إشتملت الترنيمة على مشاهد أرشيفية لمراحل بناء الكنيسة وعمل الله المعجزى فى ذلك حتى تم بناؤها ومراحل تطورها حتى تحولت إلى كنيستين ونادى صيفى فى مبنى واحد على أعلى مستوى والشخصيات التى ساهمت فى مرحلة التأسيس وعلى رأسهم مثلث الرحمات القديس الأنبا مكسيموس المطران والمتنيح القمص بيشوى فؤاد ثم رعاة الكنيسة الحاليين القمص يوحنا وهيب والقمص متاؤس شفيق والقس أثناسيوس ثروت الذين إستكملوا مسيرة البناء والخدمة حتى صارت الكنيسة إلى الشكل الرائع الذى نراه عليها الأن
وعقب إنتهاء عرض الترنيمة تم عرض فيلم وثائقى متميز يحمل عنوان “50 سنة كنيسة ” إعداد درامى وسيناريو أمير نسيم ومونتاج وإخراج جون إكرام والذى إستعرض مراحل بناء الكنيسة وعمل الله المعجزى منذ شراء الأرض وبناء الكنيسة فى البداية على أنها ورشة بلاط وكان السقف من خشب الإسبستوس المعلق على عروق خشب مرورا بالصعوبات الكثيرة التى واجهتها حتى التصريح بها ككنيسة بعد سنوات من بنائها وقد إشتمل الفيلم على شهادات حية لبعض من عاصروا كل المراحل الزمنية التى مرت بها الكنيسة فضلا عن لقطات أرشيفية لكل المراحل الزمنية التى مرت بها الكنيسة وقد نال الفيلم المتميز إعجاب الحضور
ثم كان ختام الإحتفال الرائع مع كلمة لنيافة الأنبا مكسيموس عن المعانى الروحية لسنة اليوبيل من واقع الكتاب المقدس وعقب إنتهاء كلمته قام الأنبا مكسيموس بتوزيع هدية تذكارية خاصة بهذه المناسبة التاريخية على الشعب كله
وفى ختام الحفل المتميز إنصرف شعب الكنيسة بسلام حاملين عبق ذكريات إنشاء كنيستهم وعمل الله الذى ظهر بقوة فى إنشائها وتطويرها والرعاة والخدام الذين توالوا عليها وصدق فيهم قول الكتاب “الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج “(مز5:126) لكن الفرق أن الحصاد إمتد من زمانهم حتى الوقت الراهن ولأجيال قادمة من رعاة وخدام وشعب الكنيسة
0 195