إشراقه يوم جديد بإطلاله ضوء الشمس الدافئة فى ايام الربيع ، وضواحي القاهره ومعالمها الراقيه التى تحيي القلوب وتعيد البسمه من جديد ، تلك المساكن المرفهه والابنيه التى تعلوها الفخامه والعلو تلك المنازل التي قد ثبت اساسها على قشه من قمح اذا نفخ فيها من روحه أصبحت رمادا لا تذره الرياح ولو بشق تمره ، ولكن يدنوها بيت صغير يطلق عليه بيت عائله الحاج عبدالعال واطفاله وزوجته الهادئه التي تعد اصغر امرأه عامله فقيره فى ضواحي القاهره القاهره الفاخره.
انا عمر ،فى حديقتنا رجل يسمي عمى عبدالعال رجل بسيط جلبابه مرقع بقطع غير متناسقه واكياسه التي يحملها من الحين للاخر مليئه بالقمامه بعد جمعها من بقيه المنازل ، لكن دوما مايجذبني اليه ابتسامته التي لا تفارق وجنتيه.
اليوم يوم طبيعي الروتين كأى يوم اقوم فيه من فراشي ممتعضا تلك الايام وهذا الوقت خصيصا ولا يافارقني عبوس وجهي ، ما هذا الوقت الذي يضعه المدراء لأجل العمل لما لا يضعن وقت مريح لأجل الجميع اكان بعد ظهر اليوم او حينما يقوم الجميع من نومهم على راحه وارتياح لما يضطر الجميع كل يوم فى نفس الوقت ونفس الدقيقه ليقوم بذات الروتين لا غيره ويريدوننا ان نبتسم لماذا سنبتسم انتم بالفعل حمقي .
……………………
ياعمى عبدالعال ابعت محمد ابنك علشان اتنيل افطر علشان الحق الزفت الشغل؛
عبدالعال:استغفر الله العظيم حاضر ياأستاذ عمر
:اطلع يامحمد بسرعه شوف طلبه اى يابني وهاته.
محمد :حاضر يابابا عنيا بس ربنا يستر بقي وميتعصبش عليا تاني زى امبارح
عبدالعال:معلش يابني اكل العيش هنعمل اي ربنا يهدينا ويهدي عباده.
…………………
دقات متتاليه لابواب العماره فيفتتح سكان العماره منازلهم منهم الممتعض ومنهم الغاضب ومنهم اللامبالى لما يفعله ومنهم الذي مازال نائما .
عبدالعال :الحمد لله اتميت جمع القمامة بكامل عماره ٣٦ والان ٣٧ ياتواب اعنا
…………………
عماره ٣٧
عبدالعال :ثلاث دقات متتاليه على منازل العماره المستكينه تلك المنازل الهادئه ومايحوي داخلها من ثوران وحروب اهليه لا تهدأ وربما لن تهدأ .
: القمامة يابني
احد سكان العماره اسمه مازن .
ربما هي منازل تمتاز بالرقي والفخامه ولكن ذللك ليس مبررا لما تمتازه شخصيات سكانها فأولادها متكبرون ممتعضون دوما من لا شئ الغرور اصبح مرض يلازمهم دون عقار .
يقوم مازن بفتح الباب ليلقي بالقمامه فى وجه عمى عبدالعال وينادى بعلو صوته ؛
مازن: الزبال ياماما تعالى شوفي الزبال ده عاوز اى انا مش فاضيلكم.
ليلقي اجابته فى غرور تام لا توجد لدينا اليوم زباله ؛ جواب تعلوه نظرات الاحتقار والتكبر دون مراعاة لمن يقف او يسمع ما يقومون بفعله دون اى رحمه لهذا العامل البسيط .
يذهب عمى عبدالعال وهو منحني الرأس ويستغفر الله حزينا لما تلقاه من اساءه.
فيأتي صغيره مروان ويناديه !
مروان :يابابا يلا علشان نفطر امى جابت الفطار .
عبدالعال: حاضر روح بس انت يلا وافطروا علشان تلحقوا مدرستكوا وانا لما اجى هفطر.
حديث تلته دمعه خفيه حتى لمحها صغيره مروان متسائلا : اى الدموع دى يابابا بتعيط لى ؟!
عبدالعال :مافيش حاجه ياحبيبي يلا اجري انت علشان تلحق مدرستك !
مروان: هو الواد مازن ده قالك حاجه تاني زعلتك والله لموته.
عبدالعال: تعالي هنا بس يامروان تعالى اقلك كلمتين.
مروان :اتفضل يابابا بس امسح دموعك دى الاول وانا اسمعك.
عبالعال: بص يابني انا مش زعلان ولا ببكي على نفسي انا زعلان عليهم وعلى حالهم .
دولا عالم يتزعل عليهم لانهم محتاجين الشفقه، لما يعاملوا الناس بطريقه زى دى ويبصوا للناس بالفلوس والمنظر والبس وقتها بس تعرف انه ياعيني على حالهم الله يعينهم دول تدعيلهم يابني بالهداية لان العافيه مبتجبش نتيجه معاهم .
وواحد زى مازن الي قرفان من لبسي واهله الي بيقرفوا يدخلوني بيتهم ليمرضوا ميعرفوش انهم هما المرضي يابني المرض مش فى ريحه ابوك ولا شغله ولا شكله الزباله الى بجمعها دىانا قبل ماخد حسنتي منهم انا باخدها من ربي انما هما تعبانين يابني اذا كانوا هما خايفين وبيمثلوا الشفه والحزن على حالنا وقرفانين لجلبيه ابوك المرقعه بالقماش وجزمته المقطعه فانا عاوزك تشفق على عقولهم المرقعه وتفكيرهم المقطع الي وصلهم لكده ، الدنيا مش بدله وجزمه يابني الدنيا قلب نقي وعقل نضيف يوزن بلد بحالها وعلى رأي جدك الله يرحمه (ياما، ياما جزم نضيفه خبت شرابات مقطعه )
المغزي يابني لما يقولولك ابوك فين يلم زبالتنا متزعلش افرح ان ابوك بينضفهم ومتردش عليهم ، وبعدين انا بضحك اهو اي مالك حد اشتكالك!
مروان : وادى راسك ابوسها ياعم عبدالعال ، الله لايحرمنا ضحكتك وعقلك الي يوزن بلد يابابا.
يلا يابني على مدرستك وعمل عقلك متخليش المناظر توهمك وتخبي الى مستخبي وراها النضافه نضافه العقل مش اللبس 🤍
………………..
كانت حقيقه الأمر فى تلك العقول التي تحتاج لمن ينقيها من فسادها وليست الأجساد فبعض الاشخاص يرون التحضر فى المظاهر الهشه بينما عقولهم من تحتاج الي التحضر وريثما قلوبهم الفاسده ايضا✌🎈
#سها طه
