كتب /مدحت منير:
(ولبنيامين قال :حبيب الرب يسكن لديه أمنا .يستره طول النهار,وبين منكبيه يسكن) “سفر التثنية 12:33″
احتفلت كنيسة السيدة العذراء بشبلنجة بالذكرى الـ”19” لنياحة ملاكها و راعيها القس البار بنيامين رزق طياب، وقد أقامت الكنيسة قداسا لروحه الطاهرة شهده أسرته ومحبيه وتلاميذه وشعب الكنيسة.
يُذكر أن القس بنيامين ولد بمدينة بنها وسمى طياب تيمنا بجده المرحوم طياب، الذي كان معروفا بطيبة قلبه وبساطته.
تربى وترعرع في ظل والديه المحبين للكنيسة فنشأ محبا لطقوسها وألحانها ولغتها القبطية ثم رسم أغنسطسًا في 22 / 8 / 1968 بيد القديس الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية ومركز قويسنا حينذاك، ثم انضم لخدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء ببنها وخدم بمرحلتي الابتدائي والإعدادي حتى اختارته السماء لخدمة الكهنوت وكان يطيب للقديس الأنبا مكسيموس المطران أن يصطحبه معه في بعض الأديرة وخاصة دير مارمينا العجائبي وكان يقول عنه “طياب هواء ريحه طيب”.
وعقب تخرجه في كلية التربية جامعة الزقازيق فرع بنها وحصوله على بكالوريوس العلوم والتربية عام 1981 عمل بالتدريس، فكان مثال للمدرس الأمين الرحيم على تلاميذه والمحب لهم بيد أن عمله لم يمنعه من عشقه الأكبر للكنيسة والخدمة فأوفده مثلث الرحمات الأنبا مكسيموس المطران للكلية الاكليريكية بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة بتزكية خاصة ودرس بها حتى تخرجه عام 1986 وتسلم شهادته من يد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث شخصيًا.
وبعد نياحة القمص يوسف مترى كاهن كنيسة السيدة العذراء بشبلنجة تمت رسامة الأخ طياب رزق كاهنا لها بعد أن رتب الأنبا مكسيموس المطران بحكمة إلهية أن يخدم لفترة في مدارس الأحد بالكنيسة وبعد تزكية من شعب شبلنجة، تمت رسامته كاهنا في 8 سبتمبر 1989 بكنيسة مارجرجس بشبرا الخيمة باسم أبونا بنيامين تيمنا بالأنبا بنيامين أسقف المنوفية آنذاك ،والذي شارك في رسامته.
ويضيق المقام عن ذكر فضائل هذا الأب المتضع وإنجازاته في كنيسته وخارجها والتي كان أبرزها أنه اهتم بخدمة التربية الكنسية وخدمة الشموسية والقداسات المنتظمة أيام الجمعة والأحد والأربعاء، كما اهتم بترميم الإيقونات الأثرية بالكنيسة وعمل بعض المنشآت الجديدة .
وقد أسند له مثلث الرحمات الأنبا مكسيموس أسقف بنها ومركز قويسنا وقتها تدريس مادة اللغة القبطية في اجتماعات الخدام بكنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها ،نظرًا لما عرف عنه من حب شديد للغة القبطية التي تعلمها على يد القديس الأنبا مكسيموس المطران.
وبعد سنوات قصيرة مثمرة من الخدمة المليئة بالحب والبذل رقد الراعي البار في الرب يوم الخميس 6 / 12 /2001 بعد معاناة قصيرة مع المرض الذي احتمله بصبر وشكر، متمثلا بأبينا أيوب البار وتمت الصلاة عليه في كنيسة السيدة العذراء بشبلنجة ليودع المذبح الذي خدمه بأمانة وطهارة، وذلك يوم الجمعة 7 / 12 / 2001 ورأس الصلاة مثلث الطوبي نيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية ومركز قويسنا ونيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها ولفيف من الآباء الكهنة من الإيبارشيات المجاورة وبعض الآباء الرهبان وآلاف من شعبه ومحبيه وأبنائه ثم دفن في مدافن العائلة ببنها لينضم إلى ال24 قيسا وليكون شفيعا لشعبه ومحبيه أمام العرش الإلهي.
ومن الملفت للنظر دائما اقتران ذكر اسم مثلث الرحمات القديس الأنبا مكسيموس المطران بالقس بنيامين طياب رغم الرسامات الكثيرة التي قام بها هذا المطران على مدى تاريخه بالقليوبية، وربما يعود ذلك للصفات الكثيرة التي جمعت الشخصيتين تقريبا لدرجة التطابق رغم الفارق في الخبرات والدرجة الكهنوتية والدرجة الروحية ..إلخ، لكن جمع بين الشخصيتين البساطة الطفولية الممتزجة بالحكمة السمائية والهدوء الكامل والبشاشة وإحتواء الجميع حتى المخالفين بحدة في الرأي والانسحاق في الصلاة لذا قيل وقتها ولازال يقال عنهما “ملاك الإيبارشية رسم ملاك كنيسة شبلنجة
ويروى أحد الشمامسة من أبناء هذا الراعى المحبوب وهو ليس من أبناء شبلنجة بل كان يحضر خصيصا من مدينة بنها للخدمة بالقداس حبا فى الكنيسة وراعيها أنه إصطحبه فى أحد الأيام بعد القداس لمنزل سيدة مسنة رقيقة الحال من إخوة الرب لإفتقادها فقدمت لهم بعض “القراقيش ” فلم يشاء الشماس أن يأكل لأنه لم يكن جائعا ففوجئ بأبونا بنيامين يهمس فى أذنه دون أن تلاحظ السيدة “كل ..لحسن تفتكرك قرفان تأكل من يديها أو أنك تحتقرها لفقرها ” فأكل الشماس وظل هذا الدرس فى المحبة والإتضاع فى ذاكرته كل هذه السنوات معبرا بقوله “إننى لن أنسي هذا الدرس الذى علمنى إياه أبى الحبيب وأب إعترافى أبونا بنيامين ما حييت” ”.
وفي لمسة وفاء منه وتقديرا لحب شعب شبلنجة لهذا الراعي الأمين قام القمص بولس جميل عقب توليه رعاية الكنيسة عام 2002 بإطلاق اسم القس بنيامين رزق على مركز الكمبيوتر الذي تم إنشاؤه بالكنيسة.