كتب /مدحت منير:
احتفلت كنيسة السيدة العذراء ببنها بالذكرى التاسعة لراعيها المتنيح القمص قزمان عبد المسيح الملقب ب”بسيط القلب” و”الكاهن البركة” وأقيم قداس لروحه الطاهرة بكنيسة السيدة العذراء ببنها التى خدم بها .لما يقرب من نصف قرن من الزمان
يذكر أن هذا الأب البار ولد فى 8 / 8 / 1932 بقرية شرقية مباشر مركز ههيا بمحافظة الشرقية وتزوج عام 1959 ثم رسم قسا فى 1 / 12 / 1960 بيد مثلث الرحمات نيافة الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية ومركز قويسنا على إحدى كنائس الصف بمحافظة الجيزة حتى شاءت السماء أن ينتقل للخدمة بكنيسة السيدة العذراء ببنها فى عام 1963 ليخدم بها لمدة 48 عاما متصلة تم خلالها ترقيته قمصا بيد الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا فى 19 / 8 / 1994 وخلال سنوات خدمته المباركة كان أبناء الكنيسة وأبنائه فى الإعتراف ومحبيه من كل حدب وصوب يشعرون بأبوته وحنانه الذى كان بلا حدود حتى نياحته بشيخوخة صالحة لينضم إلى ال24 قسيسا المحيطين بالعرش الإلهى فى 25 / 1 / 2011
هذا وقد إتسم هذا الراعى الأمين بعدة فضائل أهمها البساطة فى الكلام والتصرفات والطاعة والتدقيق ومن ذلك أن مثلث الرحمات الأنبا مكسيموس مطران القليوبية أعطاه جنيها ولما تأكد أنه له أخرج فورا 10 قروش عشور الجنيه وأعطاها للأنبا مكسيموس وكان عندما يطلب منه أحد أن يذكره فى الصلاة يكتب إسمه فى ورقة ويصلى له
كان أيضا يتسم بالبشاشة وهى إحدى ثمار الروح القدس كما يذكر الكتاب المقدس أما فضيلة الإتضاع فكانت بالنسبة له بمثابة منهج حياة فكان لا يتردد فى طلب الحل والإعتراف عند الذين يصغرونه سنا ويقدر الكبير ويحترم الصغير
وفى ذكراه التاسعة قال الشماس الإكليريكى “منير طياب” الخادم بكنيسة السيدة العذراء ببنها وأحد التلاميذ المقربين لهذا الراعى الأمين :
“من اهم الصفات التي اتصف بها ابونا قزمان أنه “كاهن بركة” ويتابع “طياب ” مستعرضا لقطات من شريط ذكرياته حول خدمة هذا الراعى الأمين :
بدأت خدمة ابونا قزمان في مدينة بنها منذ بداية الستينيات وتحديدا عام 1963
مع مثلث الرحمات القديس الانبا مكسيموس مطران القليوبية ومركز قويسنا والقمص لوقا جبره كاهن كنيسة السيدة العذراء ببنها – الكنيسة الوحيدة بالمدينة حينئذ – والتي كانت تخدم جميع المناطق التي حولها ( الفلل – كفر الجزار – اتريب – العزب) و كان ابونا يفتقدها سيرا علي الاقدام حيث لم تكن توجد وسيلة مواصلات متحملا كافة الصعوبات والمشقات والاتعاب اثناء المسير في الشوارع حيث كانت الطرق غير ممهدة كايامنا هذه فكان يفتقدها شارع شارع و بيت بيت…
وكنت تشعر ببركة في زيارته و افتقاده …فكانت البركة تدخل معه ….عملاً بوصية السيد المسيح ” واي بيت دخلتموه فقولوا اولاً سلامٌ لهذا البيت ” (لو 5:10) فتشعر ببركة سلامه. وحينما يجلس يصحب الاسرة في جلسة روحية هادئة تشعر بوجود الله فيها وانها زيارة ليست رسمية بل زيارة محبة خالصة من اجل المسيح. وفي اثناءها يطلب الكتاب المقدس ليقرأ منه اصحاحات بحسب عدد افراد كل اسرة
ثم يسأل عن كل فرد من افرادها وعندما يقدم كل منهم سؤالاً اواستفسارا عن اي أمر من الامور الخاصة او العامة كان هو يقدم المشورة بآيات من الكتاب المقدس التي حفظ معظمها عن ظهر قلب وفي معظم من الاحيان كان لا يتدخل في السياسية الكنسية بقوله
لا اعرف ” وفي نهاية اللقاء يطلب كوب ماء يصلي عليه”
صلاة الشكر و اوشية المرضي و اوشية الاجتماعات ثم يرش الماء في جميع اركان البيت ويضع يديه المباركة علي كل واحد ويرشمه بالزيت وينال بركة الصليب. وان دعا لاحدهم لينال بركة دعائه يمضي مستبشرا انه اخد بركة ابونا قزمان الكبير.
كان ابونا قزمان مصدر للبركة لذلك كنا نفرح بوجوده معنا ونشعر ان حياتنا قد تحولت للافضل (اتيت ليكون لكم حياة وليكون لكم افضل) وان طلباتنا ستلقى استجابة ببركة صلواته فكان حقا كما كان سيده ( لا يخاصم ولا يسمع احد في الشوارع صوته (مت 19:12) ولا يحتد علي احد ولا يعامل احد باسلوب شديد ولا بكلمة قاسية جارحة فالكتاب يقول الذي يبارك لا يلعن فكان كل من يقابله ينال بركة فكان حقا رجل الله…. حقا رجل بركة”
وفى حديث له فى الإحتفال باليوبيل الذهبى لرسامته عام 2010 قال هذا الراعى البار أنه بسبب إقامة أسرته فى القاهرة وإرتباطهم بمدارسهم وأعمالهم كان يسافر أسبوعيا من القاهرة إلى بنها وكان يبيت فى المطرانية مع مثلث الطوبى الأنبا مكسيموس المطران مستمتعا بأبوته ومحبته التى كانت كالنهر العذب الذى بلا ضفاف وعن هذه الفترة قال ببساطته التى كانت السمة الرئيسية لشخصيته “سيدنا الأنبا مكسيموس المطران كان قديس وكله محبة وفى مرة كانت ليلة عيد وسأله الخدام فى المطرانية “هنعمل إيه يا سيدنا لفطار ليلة العيد ” فأجاب مبتسما “إعملوا لى عدس وأبونا قزمان هاتوا له كباب ”
وللتدليل على روحه البسيطة وقلبه الذى لا يعرف إلا البراءة ويحتضن العالم أجمع بمحبته قال أبونا قزمان فى ذات الحديث عندما سئل عن أكثر الأشياء التى تفرحه ” الكتاب المقدس يقول فرحا مع الفرحين فأنا أفرح بوجود الأولاد الصغار معى وأفرح بتوبة الذين يعترفون وكل ما كان الأولاد والشعب بخير أنا أكون فرحان ”
وعن تكرار نصحه لأولاده بقراءة سفر الأمثال لمعلمنا سليمان الحكيم قال “سفر الأمثال مليان من أوله لأخره بنصائح واللى يقرأه يستفيد بهذه النصائح فى كل حاجة فى الحياة ” أما الكاهن الذى كان يذكر دائما أنه تأثر به وإتخذه مثلا أعلى له فهو القديس القمص ميخائيل إبراهيم
وبعد فهذه بعض النقاط الكثيرة المضيئة فى مشوار خدمة “الكاهن البركة” المتنيح القمص قزمان عبد المسيح وبقى فقط أن نقول أنه كان من أقرب كهنة الإيبارشية لمثلث الرحمات القديس الأنبا مكسيموس المطران وذلك لفضائله الكثيرة وأهمها الروحانية والإتضاع والطاعة الكاملة لكل ما يطلب منه فى الخدمة