- دائما ماتأتي النار من مستصغر الشرر وقد يختلف حجم الشرارة وفعالياتها بطبيعة الحال من حدث لأخر فها هي الحرب العالمية الأولي التي وقعت بين عامي 1914- 1918 وتجاوز عدد ضحاياها بالملايين كانت بسبب إغتيال ولي عهد النمسا وزوجته علي يد طالب صربي … أما شرارة اليوم فقد يمكن ان تكون إغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس ونائب رئيس الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهو الأمر الذي كان محط أنظار العالم بسبب تداعياته بين الطرفين حتي داخل امريكا نفسها التي شهدت حالة من حالات الإنقسام علي عملية الإغتيال برغم المبررات التي ساقها الرئيس الأمريكي وأهمها مسئولية قاسم سليماني عن إراقة دماء مئات الجنود الأمريكيين فضلا عن مخططات مرصوده له بإنشاء تنظيمات مسلحة جديدة تستهدف المواقع الأمريكية في العراق وخارجها إلا أن الكونجرس الأمريكي كان له رأي أخر إذ دعا إلي إقرار مشروع قانون جديد يحد من سلطات ترامب في التدخل العسكري تجاه إيران لأنه إذا كان من السهل إطلاق شرارة الحرب فمن الصعب أيضا السيطرة عليها والمؤكد أن الجنرالات في كل دول العالم قد يعلمون موعد الحرب وإنما قد لايعلمون موعد إنتهائها خاصة أنها قد تبدأ بعمليات محدودة ثم تمتد لحرب شامله لن تكون بالقطع في مصلحة أي طرف من الأطراف
- إن طبول الحرب التي تدق الأن بين أمريكا وإيران من شأنها أن تؤثر بشكل كبير علي المنطقة الملتهبة أصلا لأن الشرق الأوسط الأن علي صفيح ساخن لاسيما بعد إعلان تركيا غزو ليبيا وإرتفاع وتيرة التصعيد بين أمريكا وإيران من خلال التصريحات النارية المتبادلة وهو أمر قد يؤدي لدخول منطقة الشرق الاوسط في النفق المظلم لاقدر الله حال نشوب أي صراع خاصة في تلك المرحلة بالذات والتي لاتحتمل أي صراعات جديدة في ظل الأزمات التي تعاني منها كثير من دول المنطقة بدءا من سوريا والعراق ونهاية بليبيا حتي أصبح الشرق الأوسط الأن من أكثر مناطق العالم سخونه وبالتالي فان إندلاع أي حرب جديدة من شأنها أن تقضي علي الأخضر واليابس معا
- عموما لا أحد يستطيع ان يتكهن بما سيحدث مستقبلا في الملف الإيراني الأمريكي برغم إعلان طهران عن توقف عملياتها الإنتقامية تجاه أمريكا بعد إطلاق نحو 12 صاروخا علي أحد القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق خاصة في ظل تغير قواعد اللعبة بينهما وقد ذهب البعض إلي أن الضربة الإنتقامية الإيرانية الاخيرة للقاعدة الامريكية بالعراق كانت بإتفاق مسبق والدليل عدم سقوط أي ضحايا أو وقوع خسائر لكن كل الشواهد تؤكد أن حالة الصراع بين الطرفين لن تنتهي بعد ليبقي السؤال هل ستجروء إيران علي إستهداف مواطنين أمريكيين أم ستهاجم منشات نفطية وقواعد امريكية اخري بالمنطقة وماذا يمكن ان يفعل ترامب تجاه أيا من هذه الردود ؟! لاسيما وان بعض المحللين في الشأن الإيراني قد ألمح إلي ان دعاء أية الله خامئني المرشد الاعلي في إيران باللغة العربية خلال صلاة الجنازة علي قائد فيلق القدس وسط ملايين الإيرانيين الذين لايفهمون العربية أصلا كان بمثابة إشارة واضحة من المرشد لكل أذرع إيران في المنطقة بالتحرك والرد علي أمريكا وهو أمر قد تسدد فاتورته دول المنطقة
- إن تحقيق الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتطلب وقف كل أشكال التدخلات الخارجية في شئون دول المنطقة والتي كانت وبالا علي بعض الدول العربية وجعلتها ساحة للتجاذبات والإستقطابات بين بعض الدول الإقليمية والكبري لتصفية حساباتها وتحقيق مصالحها وأجنداتها علي حساب المصالح العربية