جاء صوتها عبر الهاتف حزينا.. كلماتها تحمل المرارة و عباراتها تحكي مأساة تعيشها مع طفلتها الوحيدة التي لا يتجاوز عمرها 8 سنوات..
هدأت من روعها و قلت لها : حكايتك ايه و ماذا تريدي مني لمساعدتك؟
حكايتي يا سيدي.. أو بالاحري قل مأساتي مثل الوف النساءاللاتي تعشن مثل مأساتي التي تتلخص في بضع سطور ولكنها تحتاج إلي كتاب كامل..
وأجهشت محدثتي بالبكاء.. وطلبت منها الهدوء حتي أفهم حكايتها ..
ياسيدي انا من أسرة متوسطة الحال وتخرجت من إحدي الكليات وكنت مرتبطة بعلاقة عاطفية مع أحد الشباب الذي تخرج من إحدي الكليات العسكرية وكان من المفترض أن يتقدم لخطبتي وإتمام مراسم الزواج عندما يستقر في عمله بالقاهرة.. ولكن أسرتي ضغطت علي عندما تقدم لي أحد الجيران للزواج مني وكنت قد رفضته من قبل ولكنه أخذ يلح علي أسرتي وفوجئت بأن الأسرة والأهل يقولون لي إن هذا الشاب مناسب ويحمل شهادة جامعية ويعمل بوظيفة محترمة ويحبك وهو جاهز للزواج.. فلماذا ترفضين؟!
واستطردت محدثتي حديثها : وأخيرا وافقت علي الزواج من ابن الجيران تحت إلحاح وإصرار أسرتي علي الإرتباط به حتي تتفرغ الأسرة لباقي شقيقاتي.
استوقفتها وقلت لها لماذا لم تصارحي أسرتك بحبك للشاب الذي أحببتيه وأنه يريد الزواج منك؟! أجابت محدثتي : يا سيدي إن التقاليد والخجل والحياء منعوني أن أبوح بهذا الحب.. وعلي كل حال دفعت ثمن موافقتي علي الزواج من ابن الجيران الذي اكتشفته بعد الزواج منه أنه كذاب كبير وأنه تزوجني لينتقم مني لأنني رفضته عدة مرات قبل الموافقة عليه.. وبدأت الخلافات ومعاملته السيئة لي منذ الشهر الأول من الزواج.. كما كان بخيلا للغاية وكنت أنفق مرتبي علي البيت.. كان ثمرة هذا الزواج ابنة جميلة.. ومع استمرار معاملة زوجي السيئة تم الإنفصال بيننا بعد عامين فقط من الزواج
كان والدي قد توفي ووالدتي تعاني من أمراض القلب والسكر والضغط فأقمت معها انا وابنتي.. وهنا بدأت المأساة الحقيقية.. لم يحاول والد ابنتي أن يري ابنته حتي كبرت وبلغ عمرها ست سنوات وعند التقديم لها لدخول المدرسة طلبت منه أن يأتي ليقدم أوراق ابنته للمدرسة وكانت هي المرة الوحيدة التي رأي فيها ابنته وعرفت أن هذا الرجل هو أبيها.. وأخذت طفلتي بعد ذلك تسألني لماذا لم يأت أبي لرؤيتي؟!!
وفي كل مرة كنت أقول لإبنتي أن والدك مسافر للعمل خارج مصر حتي بلغ الان عمرها ثماني سنوات.. وكل فترة كنت أتصل بوالدها وأقول له ان ابنتك تسأل عنك وهو لا يبالي ويعطي الوعود الكاذبة كعادته ولا يصدق في موعد واحد..
قلت لها صارحي ابنتك بموضوع الانفصال حتي تتعود علي ذلك طالما أن هذا الرجل ليست لديه مشاعر الأبوة تجاه ابنته
قالت بصوت حزين وماذا عن نفسية طفلتي المسكينة التي تريد رؤية والدها.. أليس من حقها أن تراه؟! ..إن القانون كفل للأب أن يري طفله وهو حق الرؤية للأب.. ولكن القانون ليس به تشريعا ينص علي حق الطفل لرؤية أبيه.. ومن خلال قلمك أريد وصول صوتي لنواب البرلمان بأن يتبنوا مناقشة مشروع قانون يلزم الأب أو الأم بحق الطفل في رؤيتهما.
قلت لها : سأكتب عن هذا الموضوع متمنيا لها السعادة مع ابنتها وأمها.
وها أنا أعرض هذه المأساة علي نواب البرلمان في أن يتبنوا مشروع قانون بحق الطفل في رؤية والده وأن يتضمن القانون إلزام الأب في تنفيذ هذا الحق.
# أحمد عبدالكريم#
0 318