انتشرت في السنوات الأخيرة ما يسمي (السناتر) التي تقوم بتجميع طلاب الثانوية العامة في قاعات كبيرة تتسع لأكثر من ألف طالب وطالبة وأصبحت هذه السناتر تشكل امبراطورية خاصة بها.. ووصل حجم اتساع هذه السناتر في كافة المحافظات لكن أكبرها يقع في القاهرة والجيزة ويشمل كل سنتر من هذه السناتر خاصة في القاهرة ثلاثة طوابق في الأبراج يمتلكها المدرسون الذين يقومون بتدريس المواد المقررة علي طلاب الثانوية العامة بقسميها العلمى والأدبي..
ووصل جشع المدرسين في تلك السناتر إلى أسعار مبالغ فيها.. وعلي سبيل المثال لا الحصر أحد السناتر المكون من ثلاثة طوابق بأحد الأبراج في منطقة الخلفاوي حيث يصل سعر الحصة الواحدة في المادة التي تستغرق ساعتين فقط 175جنيه ويأخذ الطالب حصتين في الأسبوع بمبلغ 350 جنيه أي في الشهر ما يعادل 1500 جنيه.. إلي جانب ثمن المذكرات التي يبيعها مدرس المادة للطلاب.. يعني بحسبة بسيطة يدفع ولي أمر الطالب لإبنه أو ابنته ما يعادل 8 الاف جنيه شهريا عن 5 مواد.. ناهيك عن المبالغ التي ينفقها الطالب أو الطالبة في المواصلات وهو ما يعني خراب ديار..
لقد اتصل بي عدد من أولياء الأمور يصرخون من جشع امبراطورية السناتر وقال أحدهم في حديثه أنه ذهب مع ابنته لحجز المواد التي ستأخذها في سنتر الخلفاوي فهاله مشهد طوابير الطلاب والزحام الشديد علي هذا السنتر وسأل بعض الطلاب ومتي تذهبون إلي مدارسكم.. قالوا لا نذهب إلي المدرسة إلا نادرا لإثبات الحضور لأنه مفيش تعليم في المدارس علي حد قولهم!!
سألت أولياء الأمور ولماذا تذهبون إلي هذه السناتر؟!
فالوا: نخاف علي نفسية أولادنا الطلاب يقولون لبعضهم البعض عن شهرة هذه السناتر ويتصورون إذا لم يأخذو الدروس في هذه السناتر سيكون مستواهم أقل ويحصلون علي مجموع لايناسب طموحاتهم للإلتحاق بكليات القمة الطب والهندسة والاعلام والاقتصاد والعلوم السياسية.. ونقف عاجزين أمام رغباتهم ونضطر إلي تحقيقها!!
في حقيقة الأمر أن هذه المشكلة تتحملها وزارة التربية والتعليم المنوط بها الرقابة الشديدة علي المدارس لتحقيق الانضباط ومحاسبة المقصرين فى الإدارات التعليمية ومديري المدارس والمدرسين ثم غلق هذه السناتر التي يديرها مافيا من المدرسين حتي أن الضرائب لا تحاسبهم فالمنظومة يجب أن يعاد فيها النظر وهذه المشكلة المستمرة منذ سنوات طويلة وللأسف الشديد تنتشر عاما بعد عام ولا رقيب ولا محاسبة علي هؤلاءِ..
كما يقع علي أولياء الأمور المسئولية أيضا فهم شركاء فى هذه المشكلة..
وعلي الدولة التصدي لهذا الأخطبوط وهذه الامبراطورية التي تلتهم معظم ميزانية الأسرة المصرية