بقلم مدحت منير :
منذ قليل كانت أناملى تداعب “ريموت التلفزيون ” حتى وجدتنى أقف مرغما عند المحطة الرائعة “ماسبيرو زمان” وكانت تذيع حلقة من البرنامج المتميز جدا “من الألف إلى الياء” تقديم الإعلامى الكبير “طارق حبيب ” وكان ضيف الحلقة هو المفكر والاديب “د /مصطفى محمود ” وجلست كالمسحور أمام الشاشة لمدة نصف ساعة تقريبا وإستفدت كثيرا فالإعداد أكثر من جيد والاسئلة ليست سطية بل عميقة وتشمل كافة نواحى شخصية وفكر المبدع الكبير وأسلوب التحاور يشبه فى رقيه التحاور بين ألتين موسيقيتين فى معزوفة بديعة بحق ..لم أشاهد إحراجا للضيف لدفعه إلى البكاء والسلام ولا شتائم و”ردح” ونشر لفضائح شخصية مثل ما نشاهده مصدومين هذه الأيام لجذب المشاهد والمعلن حتى لو لم يكن هناك مضمون على الإطلاق وكلمة السر فى الأمر يا سادة هو “الرسالة” فالبرنامج من إنتاج التلفزيون المصرى الذى لم يكن يملأ وقت والسلام بل كان ت هناك خطة إعلامية مدروسة وكان كل ما يقدم على الشاشة هدفه تثقيف المشاهد وتنمية الوعى والإرتقاء بالذوق العام الذى يرتقى تلقائيا بالسلوكيات لذا لم نكن نشاهد ما نشاهده حاليا من جرائم عائلية ولا تحرش رغم إرتداء الحجاب والنقاب ولا هتك لأعراض الأطفال من عينة جريمة “طفلة البامبرز” ..إننا حاليا ومنذ 2011 بعد سقوط تليفزيون الدولة ضمن المؤامرة الكبرى على مصر نعيش فى ظل إعلام يبحث عن فلوس المعلن كالعاهرة التى تبحث عن زبون على باب الكباريه ..لذا فسد الذوق العام وتدنت اللغة فى البيت والشارع والمدرسة والجامعة وكان ما كان من حالة تردى عام فى المجتمع والحل الوحيد يا سادة هو عودة الروح لتلفزيون الدولة الذى يتبنى رسالة ولا يعمل فقط للسبوبة حتى لو تهدم المجتمع بالكامل
مباشر القليوبية