كتاب الموقعمقالات

احمد عبدالكريم يكتب “إشراقة الصباح” حكاية فيلم

فيلم (شيء من الخوف) من أهم عشرة أفلام مصرية في مائة عام.. والفيلم من تأليف الكاتب الكبير ثروت أباظة وإخراج المخرج الكبير حسين كمال وكتب السيناريو وأغاني الفيلم الشاعر الكبير الخال عبدالرحمن الأبنودي وقام بتلحين الموسيقي التصويرية والأغاني الموسيقار الرائع بليغ حمدي والفيلم من إنتاج الفنان القدير صلاح ذو الفقار وبطولة العمالقة محمود مرسي ويحيي شاهين وشادية ومحمد توفيق وصلاح نظمي ومحمود ياسين والفنانة القديرة أمال زايد ومجموعة كبيرة من الممثلين الرائعين..
وهذا الفيلم تم تصويره بقرية (قلما) التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية..
وكما تعلمون أن الفيلم يحكي عن زعيم عصابة الذي كان يقوم بدوره القدير محمود مرسي ومعه مجموعة من أفراد العصابة الذين كانوا يمارسون أعمال البلطجة وفرض الإتاوة علي أهالي قرية (الدهاشنة) وتمادوا في الظلم ومن يخالف من الأهالي يكون مصيره سم مواشيه وإقتلاع زراعته وحرق منزله والقتل..
وكان عتريس (زعيم العصابة) الذي يقوم بدوره الفنان محمود مرسي يحب فؤادة التي تقوم بدورها الفنانة القديرة شادية ولكنها ابتعدت عنه بعد أن مارس أعمال البلطجة والظلم علي أهالي القرية, ووقفت فؤادة في وجه عتريس عندما قامت بفتح هاويس المياه بعد أن أغلقه عتريس انتقاما من أهالي القرية لقتل أحد أفراد عصابته..
وكان الحل أمام عتريس لكي يكسر كبرياء فؤادة أن تقدم للزواج منها وقالت لأبيها حافظ الذي كان يقوم بأداء دوره الفنان القدير محمد توفيق أنها ترفض الزواج من عتريس.. إلا أن الشاهدين علي عقد الزواج أقنعا حافظ بأن يقولوا للمأذون أن فؤادة وافقت علي الزواج..
وعندما اصطحب عتريس فؤادة إلي قصره الحصين علم منها أن زواجها منه باطل لأنها لم توافق علي الزواج منه..
وثارت ثائرة عتريس وانتقم من حافظ والمأذون وشاهدي العقد بضمار حقولهم وغرقها بالمياه.. وتبني الشيخ إبراهيم الذي كان يقوم بأداء دوره الفنان القدير يحيي شاهين إعلان أن جواز عتريس من فؤادة باطل وعندما أغرقت أفراد العصابة حقل الشيخ إبراهيم بالمياه قال لهم: أبلغوا عتريس بأن جوازه من فؤادة باطل.. يغرق الأرض.. يسم المواشي.. يعمل اللي يعمله لكن جوازه من فؤادة باطل..
وعندما قال أفراد العصابة له اسكت يا شيخ إبراهيم مش هنقول لعتريس حاجة عن كلامك فرد عليهم بقوة: صوتي وصوت الدهاشنة هيوصله..
وما كان من عتريس إلا أن أمر أفراد عصابته بقتل ابن الشيخ إبراهيم في ليلة زفافه علي عروسه في مشهد درامي قوي أثناء قيامه والده وهو يرقص معه فرحا بزواج ابنه الوحيد, وبكي الشيخ إبراهيم علي ابنه وحمله وخرج أهالي القرية كلهم خلف الشيخ إبراهيم وهو يهتفون جميعا (جواز عتريس من فؤادة باطل) واتجهوا إلي قصره المنيف وألقوا عليه قذائف من النار بينما استطاعت فؤادة الهروب وقام أفراد العصابة بغلق جميع الأبواب علي زعيمهم عتريس ليلقي نهايته.. وهذه نهاية كل ظالم..
هذا الفيلم الرائع كانت الرقابة قد منعت عرضه بحجة أنه يسييء إلي الزعيم جمال عبدالناصر..
وتقدم صناع الفيلم للرئيس عبدالناصر يشكون له تعنت الرقابة ومنعها عرض فيلم (شيء من الخوف).. وقام عبدالناصر بمشاهدة الفيلم وأمر الرقابة بعرضه لأنه لا يمسه بأي شييء..
هذه حكاية فيلم تصلح لكل زمان ومكان وكان الكاتب الكبير ثروت أباظة ذكيا في الإسقاطات التي وضحت من خلال القصة فعتريس ما هو إلا رمز لكل ظالم تكون نهايته محتومة وإن طال الزمن وهي نهاية كل الطغاة في كل العصور.. ومهما تعرض الشعب من ظلم يأتي يوم يثور فيه وترتفع أصواته لتزلزل الأرض من تحت أقدام الطغاة وخير مثال علي ذلك ما حدث في مصر يوم 25 يناير 2011 وما حدث يوم 30 يونيو 2013 بخروج أكثر من 30 مليون مواطن يطالبون برحيل الحاكم في مشهد أذهل العالم كله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى