الاخباركتاب الموقعمقالات

رمضان عرفة يكتب.. ثورة ضد الفوضى والتخلف والارهاب

 

عام وثلاثة أيام فقط قضاها ممثل جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية محمد مرسى عيسى العياط في حكم مصر، شهدت مصر خلالها أعمالاً فوضوية وهمجية غير مسبوقة، وارتكب فيها المعزول جرائم واخطاء قاتلة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر الوطن.

من الجرائم التي ارتكبها محمد مرسى وجماعته على سبيل المثال وليس الحصر طريقة تناول قضية سد النهضة مع الجانب الأثيوبي فكانت المعالجة سلبية للغاية حيث كشفت عن الافتقاد لأسس التعامل مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة. فضلاً عن سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه علي الهواء مباشرة بالتلفزيون المصري بما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الاثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه، وادى ذلك الى ان تدفع مصر فاتورة هذا السفه الذى أقدم عليه المعزول محمد مرسى من تعثر مفاوضات سد النهضة.

لقد رسخ حكم محمد مرسي علي مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع، وبين مناهض له يوصف في أغلب الأحيان بــ “العلماني”. وبدلاً من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج، اتجه الي التناحر والعراك بين التأييد والرفض.

من الجرائم التي ارتكبها المعزول ومازال الوطن يعانى من اثارها، الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف استوطنوا سيناء وسعوا الي تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من انفاق التهريب مع قطاع غزة التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته، نفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز علي 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان، وبعد أشهر تم اختطاف سبعة جنود قبل أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين، وتدخل جماعة الرئيس للإفراج عن الجنود. فضلاً عما تكشف بعد إقصاء هذا الرئيس من كون هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حربها الإرهابية ضد الدولة.

كما استمرت الأزمات الغذائية، والارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي يسعي لوقف جشع التجار، رغم سعي الحكم الي تحسين منظومة توزيع الخبز، وعبوات البوتاجاز، وتكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، بما أثر علي الحركة الحياتية للمواطن، وأنعكس ذلك علي الانقطاع المتكرر للكهرباء، وبدا واضحاً اتجاه الحكم لاستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراضه الانتخابية، ومحاولة كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية.

عمل حكم محمد مرسي وبسرعة كبيرة علي ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر رغم تنامي الشعور المعادي له من يوم لآخر، والسعى لتغيير هوية مصر الثقافية، والعمل علي ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءً من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، الي إقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم.

عمل حكم الجماعة الإرهابية على افتعال أزمات متتالية مع القضاء، بدءً من إقصاء النائب العام، الي محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس، ثم محاولة تحجيم دورها في دستور ديسمبر 2012، فإصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامة ومؤسسات الدولة.

لم يستطع المعزول وجماعته مواجهة كافة المشكلات الاقتصادية، فارتفع عدد المصانع المتعثرة، وازداد معدل البطالة بين فئات قطاعات التشغيل كافة، وتراجعت معدلات السياحة الي مستوي متدن، وجاءت المعالجة السلبية لسعر صرف الجنيه لتزيد من الضغوط الحياتية علي المواطنين. وفشل الحكم في تحديد معدل نمو خلال عام الحكم يمكن الاسترشاد به محلياً ودولياً.

لم تكتفى جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية بهذه الجرائم بل افتعلت الأزمات الرامية الي تشتيت جهود الأمن والحد من اكتمال البناء الأمني، وكانت أبرز المشاهد احياء ذكري أحداث محمد محمود، وستاد بور سعيد، واحداث قلاقل أمنية من آن لآخر بالعديد من المحافظات خاصة بور سعيد والسويس، الى جانب إصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة الضغط الشعبي علي الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة الي الاتحادية والتحرير، فشهدت مصر أول حالة سحل لمواطن علي مرأي العالم أجمع.

كما سعي عدد من أعضاء جماعة الرئيس للاحتكاك اللفظي بالمؤسسة العسكرية وقادتها، ومحاولة النيل من هذه المؤسسة التي تحظي بكل الحب والتقدير من الشعب كافة عبر إشاعة الأقاويل حول وحدتها وتماسكها.

من هذا المنطلق خرج ملايين المصريين في اعظم ثورة شهدها التاريخ المصري القديم والحديث للحفاظ على دولته وهويته وعقيدته حيث أنقذت ثورة 30 يونيه 2013 شعب ووطن بكامله كاد أن ينجرف نحو التفتت والتمزق والتقاتل الأهلي.

شعب مصر العظيم تمسك بدولتك ودافع عنها بوعيك التاريخي ومخزونك الثقافي والحضاري وثق بقيادتك وبقواتك المسلحة وشرطتك الباسلة والقضاء الشامخ.. وكل عام ونحن وثورتنا المجيدة بخير

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى