الرئيسيةدبابيس "المقال الاسبوعى"مقالات

الكاتب الصحفي عبد النبي الشحات يكتب “دبابيس” كتابة تاريخ الحكام دون شخصنه او اهواء

 

  • مشهد جنازة الرئيس الأسبق حسني مبارك وحالة التعاطف غير المسبوقة من ملايين المصريين حتي الذين إختلفوا مع فترة حكمه تفتح الباب لسؤال مهم للغاية …. ماهو معيار الحكم علي الرؤساء عندنا …. ولماذا بعد وفاتهم نتذكرهم بالخير ونعترف بما حققوه من إنجازات بينما وهم علي قيد الحياة نبخس حقهم في بعض الأشياء ونصب عليهم “جام” غضبنا سواء بوعي او دون قصد بل ونحملهم كل شئ وأي شئ ؟!
  • أعتقد أننا نفتقر إلي الموضوعية تماما في الحكم علي الرؤساء السابقين وغالبا ما تخضع المسألة إما للاهواء او الشخصنه ويدخل فيها قطعا العداء السياسي تجاه الحاكم وكلها أمور قد تحتاج إلي نقاش أوسع حتي نصل إلي الموضوعية ونحن نكتب التاريخ للأجيال القادمة وعلينا ان ندرك ان لكل رئيس له ما له وعليه ماعليه وبالتالي ونحن نؤرخ لاي فترة حكم علينا ان نبتعد عن التقديس او الشيطنه مع فهم دقيق للظروف والملابسات والمعطيات التي كانت تحيط بالحاكم عند إتخاذ قرارته حينذاك بعيدا عن التنظير او الفلسفة
  • ان مايحدث علي الساحة احيانا من قبل بعض المراقبين والمحللين والمؤرخين يفتقر إلي أبسط قواعد التقييم الموضوعية لأي رئيس فما أسهل إلقاء الإتهامات جزافا دون دليل او حتي ضمير حينما نتحدث عن حقبة تاريخية معينه لنبني حكمنا ٍعلي رئيس سابق وماتعرض له الرئيس الأسبق مبارك في أعقاب ثورة يناير يصعب علي اي بشر تحمله بسبب موجه عنيفه من حملات التشويه علي الفضائيات بل وخاض البعض وقتها في الأعراض وتحدث البعض الاخر عن أرقام خيالية بشأن ثروات الرئيس الأسبق ووجه الكثيرون وقتها سهام الطعن في كل قرار إتخذه الرجل طوال 30 عاما وكأنه لم يفعل شيئا واحدا في حياته من أجل الناس وبالطبع لم يكن يجروء أحد او أي منصف واحد وقتها ان يخرج علي الراي العام ليفند هذه الاحاديث التي لاتستند إلي الموضوعية خوفا من حملات التشويه علي السوشيال ميديا من قبل حاملي اختام الثورة حينذاك و نحانيح التويتر والفيس بوك إياهم لتمر سنون قليلة يكتشف بعدها  ملايين المصريين الكثير من الحقائق التي برأت ساحة الرئيس الأسبق واكدتها أحكام القضاء واكتشفنا ان بعض هذه الإتهامات خرجت إما لكسب معركة سياسية رخيصه في الشارع او بسبب كراهية ثأر تاريخي ولعل ماذكره الكاتب الكبير مجدي الدقاق في حواره علي قناة المحور من ان الرئيس الاسبق مبارك رفض مطلب أستاذ الجيل محمد حسنين هيكل رحمه الله بتعيينه مستشارا إعلاميا له يكشف لنا بعض الامور ليظل السؤال ماهو مقياس الحكم علي أي رئيس في اي زمان او مكان ؟!
  • بالقطع نحن لانقول ان الرئيس الأسبق مبارك كان ملاكا او بلا اخطاء طوال فترة حكمه بل لايمكن لأحد ان ينكر الأخطاء والخطايا التي وقعت في السنوات ال10 الأخيرة من حكمه لكننا فقط نتحدث عن أهمية كتابة التاريخ بموضوعية للأجيال القادمه ونحن نؤرخ للرؤساء السابقين
  • ان ماحدث في جنازة الرئيس الأسبق مبارك يعكس بوضوح اصالة المصريين وتمثل ذلك في مشهد تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي للجنازة العسكرية بصحبة كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة في مشهد شديد التقدير ينقل للعالم رسالة واضحة وهي ان المصريين وان إختلفوا مع حاكم إلا انهم لايتخذون موقف يتسم بالعدوانية تجاهه خاصة إذا كان حاكما وطنيا لم يفرط من ذرة رمل من تراب هذا الوطن وهذا هو الفارق بين من باع وخان من اجل العشيرة والجماعة
  • بالمناسبة علينا جميعا ان نقارن بين الجنازة المهيبة للرئيس الأسبق مبارك وكيف ودعه المصريون وبين ماحدث في بعض دول الجوار عندما قتل الليبيون القذافي في الشارع بطريقة وحشية وكيف خلع العراقيون نعالهم ليضربوا تمثال الرئيس صدام عقب سقوط حكمه …. وكيف أمسك اليمنيون برأس علي عبدالله صالح المقطوعه وكيف هرب زين العابدين من تونس إلي “جدة” حتي مماته ؟! تلك هي مصر بأصالتها وعراقتها كانت حاضرة في جنازة الرئيس الأسبق
  • لاشماته في الموت لكنهم الإخوان كعادتهم لايراعون اي حرمه فقاموا بفبركة فيديو عن جنازة الرئيس الأسبق لتضليل الرأي العام …لأن الكذب تحول عند هؤلاء من عادة إلي عبادة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى