كتاب الموقعمقالات

الكاتب الصحفي عبد النبي الشحات يكتب “دبابيس” “فاتورة الدم لاتسقط بالتقادم”

 

  • “من يبيع الفسيخ والرنجة في شم النسيم ملعون ” …. “وجه المراة كفرجها”….”إيداع الأموال في البنوك حرام ” ….. “يجوز للرجل الكبير ان يرضع من المرأة كتحرم عليه ” …. “تحية العلم الوطني بدعة ” …. “الإحتفال بعيد الأم غير حائز حتي لو كان من باب التقرب ” ….. “تهئنة الأقباط باعيادهم وزيارتهم بالكنائس لاتجوز ” …… “عدم جواز تولي المراة منصب الوزارة ” ….تلك الفتاوي وغيرها كثيرمما خرج علينا به مشايخ السلفيين إياهم من أرباب التشدد الأعمي والتي لاتستند إلي منهج علمي أو حتي ديني ناهيك عن عشرات الفتاوي الأخري التي ما انزل الله بها من سلطان وتسبب بعضها في إراقة دماء الابرياء دون ذنب إقترفوه واليوم بعد سنوات من التضليل والضلال يخرج علينا بعض هؤلاء المشايخ المتشددين ليعتذروا عن فتاوهم الظلامية دون ان يدركوا حجم الأخطاء والخطايا التي ارتكبوها نتيجة تلك الفتاوي التي تعتمد علي التعسير والتشدد وتكفر كل من يختلف معهم
  • علي مشايخ السلفيين المتشددين ان يدركوا جيدا ان إعتذارهم غير مقبول وفاتورة الدم لاتسقط بالتقادم او بالندم عن تلك الفتاوي والتقاليع ياسادة اعترافكم بالخطأ جاء بعد خراب مالطا كما يقولون فقد تسببتم بتلك “التقاليع ” في ضياع عقول جيل من الشباب والنساء الذين تأثروا دون وعي بأفكاركم المتشددة واصبحوا نواة لجيوش الإرهاب التي ظهرت أمامنا وحملت السلاح وسفكت دماء الأبرياء وقد يقول البعض “لماذا لانقبل إعتذار هؤلاء المشايخ ” علي إعتبار ان الإعتذار من صفات الاقوياء لكننا نقول لأصحاب هذا الرأي بان الإعتذار عن أضرار الناس غير مقبول
  • لقد تعددت مراجعات السلفيين علي مدار الفترة الماضية خاصة من قبل جماعة الدعوي السلفية بالأسكندرية علي وجه التحديد والتي سعت إلي تبرئة ساحتها من الإرهاب والأفكار المتطرفة والعنف لكن واقع الأمر يؤكد انه لاتوجد مراجعات فقهية حقيقية لدي التيار السلفي وما يعلنه بعضهم ويطلق عليه مراجعات هي مجرد محاولات فردية غير مؤثرة بالمرة علي الفكر الجمعي لدي الكثير من اصحاب التيار السلفي المتشدد لان إعتذار هؤلاء لايمس الاسس والقواعد الأساسية لافكارهم وبالتالي فاننا نتعامل مع هذه المراجعات علي أنها منقوصة ونتمني ان تكون المراجعات حقيقية لهذا التيار وبشكل جماعي وتعلن علي الرأي العام بل وتصدر بها كتب موثقة تزيل اللبس والأفكار المغلوطة والخزعبلات التي روجها البعض منهم علي سبيل المثال لا الحصر “ابوإسحاق الحويني” ومن هم علي شاكلته لذلك يري بعض الباحثين في شئون الجامعات الدينية ان مثل هذه المراجعات لاتخرج عن كونها سوي مجرد تحولات من اجل الإستمرار لان سلفية هؤلاء المتشددين من وجهة نظر الباحثين ليست مذهبا ولافكرا وانما هي حالة من “البراجماتيه ” والإستغلال الديني المستمر
  • ظل أصحاب الفكر المتشدد لسنوات طويلة يستغلون الناس بالدين ويستغلون الدين في الصعود لأعلي الدرجات الدنيوية وربما يري بعض هؤلاء انه لكي تستمر المصلحة لابد من تحولات ولامانع من ان ياتون بحجج ونصوص للتدليل علي صحة ووجوب تناقضات في مواقفهم وبالتالي فان هؤلاء والإخوان الأرهابين وجهان لعملة واحدة وقد يبدو للبعض في السابق ان السلفيين والأخوان اكثر مرونه لكنهم إذا وصلوا لهدفهم لن يوقفهم أحد وهذه هي طريقتهم حيث الدعوة والكمون لحين إمتلاك أدوات القوة ومن ثمة يسيطرون ويطالبون بالحكم لان هؤلاء تتبدل مواقفهم وفتواهم وفقا للمصلحة ولديهم كما قلنا من الحجج للتدليل علي هذا التناقض في المواقف
  • بالمناسبة يوجد فصيل من السلفيين يجيدون مسك العصا من المنتصف بحيث يضمنون عدم الصراع مع الدولة وفي نفس الوقت عدم فقد القاعدة التي أنشأؤها علي التشدد ويجنون الان ثمار مازرعوا من أفكار متطرفه وعنف بعدم ثقة المواطن العادي فيهم وبالتالي لن تنفع هؤلاء المتشددين عمليات “الترقيع” الفكري التي يقومون بها

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى