الاخبارالرئيسيةدبابيس "المقال الاسبوعى"مقالات

الكاتب الصحفي عبدالنبي الشحات يكتب “نحو تأسيس عصر ديني جديد “

 

  • إنشغل الرأي العام كله ومعه صفحات السوشيال ميديا خلال الأيام القليلة الماضية بالمناظرة الفكرية الساخنة بين رئيس جامعة القاهرة وفضيلة الأمام الاكبر حول أسس تجديد الخطاب الديني في حضور كوكبة من سائر علماء العالم الإسلامي وبعيدا عن دهاليز الخلاف المحترم في الرأي بين تلك القامتين الكبيرتين فعلينا ان نؤكد علي ماتقره القاعدة من “ان الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية” وبالتالي فإن إختلاف الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة في الرأي مع فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لاينقص علي الإطلاق من إحترامه لشخصه ومكانته بل يؤكد ان القضية تتطلب المزيد والمزيد من الحوار لاننا بالفعل أصبحنا في أمس الحاجه إلي خطاب ديني جديد يتناسب مع المتغيرات الحالية للواقع الذي نعيش فيه لاسيما وان الدين هو بمثابة دستور للعباد ويتماشي مع كافة العصور في ل الإشكاليات التي تسيئ لصورة الإسلام وتتطلب اليوم قبل الغد العمل علي تجديد الفكر دون المساس بالنصوص القطعية
  • ان ماطرحه الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة واستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة في كتابه نحو تأسيس عصر ديني جديد يفتح باب الحوار علي مصرعيه حول تجديد الخطاب الديني بهدف الوصول إلي خطاب جديد من نوع مختلف ربما يتجاوز عصر الجمود الفقهي الذي طال أكثر من اللازم للخروج من دائرة الكهنوت وأراء أصحاب العقول المغلقة والنفوس الضيقة التي لاتستوعب رحابة الدين قبل رحابة العالم وبالتالي علينا جميعا علماء ومفكرين تطوير علوم الدين بالإبتعاد عن الخطاب التقليدي والبنية العقلية التي تقف ورائه مع الاخذ في الإعتبار ان هناك فرقا بين الخطاب الديني والنص الديني ….فالنص الديني هو القرأن الكريم والسنة النبوية الصحيحة أما الخطاب الديني فهو من صنع البشر في فهم القرأن والسنة وبالتالي فأن تجديد الفكر بات ضرورة مع إيماننا الشديد بان التجديد صناعة دقيقة لايحسنها إلا الراسخون في العلم
  • المؤكد بما لايدع مجالا للشك ان التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية إياها هم اول من يرفضون فكرة تجديد الخطاب الديني والازهر نفسه يدرك هذا الأمر لأن دعوة هؤلاء في الأساس تقوم علي خلط المفاهيم وتزييف المصطلحات الشرعية لدي البسطاء لخدمة اهدافهم وتبرير جرائمهم الإرهابية والامثلة كثيرة وصارخة وإن إختلفت مسميات هذه الجماعات الإرهابية فالقاسم المشترك بينهم جميعا يتمثل في عقيدتهم الفاسدة مثل مفهومهم عن نظام الحكم والحاكمية والهجرة والجهاد وإباحة دم من يخالفهم الرأي والأخطر إنتهاك بعض هذه الكيانات المتطرفه لثوابت الدين بما يرتكبونه من جرائم الإعتداء علي الأنفس والأموال والأعراض وهو الأمر الذي يساعد علي تشويه صورة الإسلام فظهر ما يسمي بالإسلاموفوبيا عند الغرب واصبحنا كل فترة نعقد مؤتمرات وندوات نحاول فيها ان نبرهن ان الإسلام من الإرهاب برأ كل ذلك نتيجة الخلل الفكري عند هذه الكيانات الإرهابية بالتسوية بين الاحكام العقدية وبين الأحكام العملية كأعتبار فعل المعاضي كفرا وغير ذلك كثير من الأفكار المتطرفة التي أسأت إلي صورة الإسلام وشريعته إساءة بالغة
  • من هنا تأتي أهمية تأسيس خطاب ديني جديد مختلف وعدم الإكتفاء بتجديد الخطاب التقليدي بهدف إظهار سماحة الدين ودعوة الناس إلي الفضيلة بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر ثقافة التسامح وقبول الأخر بدلا من سكب البنزين علي النار من قبل بعض المتربصين في محاولة للوقيعة بين الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة وبين شيخنا وإمامنا الدكتور احمد الطيب وتصوير الأمر علي انها مبارزة او معركة شخصية بينهما مع ان واقع الامر عكس ذلك تماما فلكل منهما تقديره وإحترامه ومقامه الرفيع ورؤيته التي تحترم وكلاهما في الأساس مؤمنان بفكرة تجديد الخطاب الديني وأن إختلفت الأليات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى