كتاب الموقعمقالات

احمد عبد الكريم يكتب أربعون يوما علي رحيل أعز الحبايب

بسرعة.. مرت أربعون يوما علي رحيلك ياأعز الناس وأحبهم إلي قلبي.. أربعون يوما مرت وقد رحلت بجسدك ولكن روحك لا تزال معي.. أراك أمامي في كل لحظة من لحظات حياتي بإبتسامتك المشرقة ووجهك الصبوح.. رحلت عن دنيانا ياأطيب قلب الذي كان يحمل الحب لكل الناس ولم أعهدك يوما تكره أحدا أو تتحدث عن أي إنسان بسوء.. رحلت ياأكرم الناس فقد كنت كريما إلي أبعد الحدود وكما يقولون ” اللي في إيدك مش لك ” .. كنت دائما تقف بجوار الناس وتجبر بخاطرهم وتعطي من يطلب المساعدة منك كما تعطي بغير سؤال.. أحببت الناس فأحبوك ولهذا كانت جنازتك جنازة مهيبة تحدث عنها الجميع وكان حضور الناس لتقديم واجب العزاء طاغيا ولافتا للنظر..
رحلت ياأبي يا من كنت أبا وأخا وصاحبا.. كنت فخورا بي دائما وتتحدث عني مع الناس بكل حب وإعزاز.. كنت تراعي ظروفي وتصعد يوميا إلي شقتي لتجلس معي وتدخل علي السعادة والبهجة ولم تحملن يوما الهموم وتأخذ كل شئ ببساطة.. كنت متسامحا إلي أبعد الحدود وتحمل قلبا من ذهب كما وصفك ذات يوم واحدا من كبار السادة الصوفية.. كنت فخورا بما أكتبه في صحف أخبار اليوم وتشتري هذه الصحف وتقرأ ما أكتبه عند عودتك من عملك في المساء لأمي رحمها الله مع أنها كانت تقرأ ولكنك كنت تسمعها ما كتبت بفخر وحب وإعزاز وتقول لها ” شوفي الأستاذ أحمد كاتب أيه انهاردة ” .. لم تنادين يوما بإسمي مجردا بل كنت تسبقه بكلمة ياأستاذ أو ياعم أحمد.. أيوة الله كان أبي يفعل معي ذلك وكنت أخجل من هذا الأب العظيم الذي منحني الحب والإعتزاز بالذات وأن أقول رأيي بشجاعة وصراحة في أدب وتواضع.. وذادت فرحتك بي عندما أصدرت أول كتاب وكنت أول من يشتري الكتاب وتصر علي دفع ثمنه.. بل تشتري لأشقائي هذه الكتب وكنت أقول لك لماذا ياأبي تدفع وأنا كلي لك فكنت تقول لي : لابد أن نشجعك وأنت تتعب في كتابة هذه الكتب وتدفع من جيبك حتي تقدم للناس عملا جيدا.. وكنت أول من تقرأ وعندما تجلس معي تحكي لي ما قرأت.. قرأت لي ثلاثة كتب وكنت أتمني أن تقرأ لي كتابي الرابع والخامس الذين يحكيان مشوار حياتي في بلاط صاحبة الجلالة ولكن روحك الطاهرة ستكون معي عندما أتسلم الكتابين بعد خروجهما من المطبعة..
لست ممن يجددون الأحزان لأن أبي كان يحب الحياة ويحب إدخال السعادة علي قلوب من حوله ومن يجلس معهم وأنا مثله ولكن حزني هو الحزن النبيل علي فراق أعز وأنبل وأطيب قلب في الدنيا وما يصبرني علي رحيلك ياأبي سوي سيرتك الطيبة العطرة والميراث الطيب الذي تركته لنا.. إنه ميراث حب الناس.
مهما كتبت عنك ومهما قلت فلن أوفيك حقك فأنت أكبر وأعظم من كل الكلمات.. طبت ياأبي فرحمة الله عليك وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وألحقنا بكم علي خير.
أعذروني إن كنت أطلت عليكم ولكنني كنت أتحدث عن أبي.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى