المرآة

جيلان تعلب تكتب “قسوة الحياة”

 

الاستاذ نبيل الهلالي في احدى مرافعاته تكلم عن اعتراف المتهم وقال : ” يجب الا يقابل القاضى اعتراف المتهم بالقبول والترحاب .. بل علية ان يقابله بغاية الحيطة والاحتراس .. لأن الاعتراف هنا يورد صاحبه موارد التلف وليس من طبائع البشر وضد غرائز الانسان .. ان يقبل على موارد الهلاك طائعا مختارا”.

ده توصيفه لمجرد ان انسان يعترف على نفسه بارتكاب جريمة لان فيه احتماليه انه يُحكم عليه نتيجة اعترافه… فما بالك بقى بالانسان اللي بينتحر، واللي موته هنا بيكون يقيني، كيف يكون حاله ؟!

القياس على النفس هو اولى مراتب العدل … عمري ما كنت مكان طالب الهندسه المنتحر ولا عانيت معاناته ، فأسهل حاجة اني انظّر واحلل واحرم ، وادخل ده الجنة وادخل ده النار.

سنة 2003 تقريبا، فيه طالب من اسرة بسيطة جداا تخرج من كلية اقتصاد وعلوم سياسية ، وكان الاول على دفعته في جميع السنوات ، وقدم لوظيفة دبلوماسية في وزارة الخارجية، وكالعادة طلع الاول وتفوق على جميع المتقدمين للوظيفة ، لكن تم رفضه .. وكُتب على ملفه ” غير لائق اجتماعيا ” .. بمنتهى الهدوء اخد بعضه وألقي بنفسه من فوق كوبري قصر النيل … وترك رسالة باسباب انتحاره .. انه المرحوم – باذن الله – عبد الحميد شتا.

مين فينا لم تمر  عليه ايام ضاقت عليه الارض فيها بما رحبت ، فينا اللي بيستحمل وفينا اللي نفسه قد تهديه الى الخلاص .. الخلاص من همومه واوجاعه ومعاناته ، اليست بعض الانفس امّارة بالسوء؟!.

يمكن حالات الانتحار تلك بتدق لنا نواقيس الخطر، علنا ننتبه.

مش عارف ليه بتحضرني جملة قالها الهلباوي في احدى مرافعاته ، مخاطبا موكله قبل الحكم عليه بالاعدام ، حيث قال : اذا ابت روحك السامية ان تعيش مكبلة بالسلاسل ، واذا تعاليت ان تحيا في السجن حياة قطاع الطرق والاشقياء، فتقبل الموت بقدم راسخة وجنان ثابتة، وستقابل اللة وقد برأت من ذنبك.

الموت آت لا ريب فيه ، ان لم تلقه اليوم فستلقاه غدا ، اذهب يا ولدي الى ساحة ربك .. حيث العدالة الخالصة المجردة من الزمان والمكان .. اذهب فقلوبنا ستكون دائما معك .. وعيوننا ستسح عليك الدمع مادامت الارض والسماوات .. اذهب فقد يكون في موتك ابلغ عظة لأمتك منك في حياتك، للمرة المليون باكد ان حالة انتحار طالب الهندسة النهاردة مش هتكون الاخيره.

المرض النفسى بيتزايد بطريقة مرعبة .. الشباب ضغوطات حياتة زادت أضعاف.

الجواز بقى صعب .. الدراسة بقيت صعبة .. الجامعات بقيت صعبة.

البنات بتختار اللى معاه فلوس و تطلق، الشباب بقى بيختار البنات الحلوة ويطلق.

معدلات الاغتصاب زادت .. معدلات العنف زادت .. معدلات السرقة زادت.

ولسة مش فاهمين يعنى ايه نهتم نفسيا ببعض .. صاحبك اللى مضايق سيبه يفضفض .. متتريقش عليه .. متحكمش عليه .. انت مش مكانه.

وقفوا الاحكام المسبقة ارجوكم .. انتم مش ربنا .. لا كل اللى قلعت الحجاب منحرفة .. ولا كل اللى بيغلط من الشباب خرج عن الدين.

اسمعولهم ارجوكم .. الدكاترة فى عيادتكم ادوا المريض وقت يحكى متاعبة مش تعبه .. المدرس فى الفصل سيب الطالب يحكيلك أرجوك متتريقش عليه.

 ياريت بدل ما نعين انفسنا قضاه للحكم علي الولد المنتحر نعرف حالته النفسيه كانت ايه لان الظروف دي هاتتكرر كتير بسبب بعدنا عن ربنا والضغوط الدراسيه والعاطفيه والماليه فلابد من توعيه الشباب وعمل ندوات من دكاتره نفسيين ومدرسيين علم نفس وكلنا نتكاتف لحل هذه الازمه ولازم نخاطب شبابنا في الجامعات والمدارس في سن المراهقه لانه اخطر سن وربنا يحفظ اولادنا جميعا.

ولكن في النهاية احب ان اؤكد ان الانتحار حرام شرعا ومن كبائر الذنوب وهذا الحكم ثابت شرعا في الكتاب والسنة قال اللة تعالي في كتابة الكريم”ولا تقتلوا انفسكم”وقال رسول اللة(ًص): “من قتل نفسة بشئ عذب بة يوم القيامة”  صدق رسول اللة(ص) .. وقد اجمع فقهاء المسلمين علي ان الانتحار معصية عظيمة.. ولكن حسابة عند اللة.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى