كتاب الموقعمقالات

أحمد عبدالكريم يكتب”إشراقة الصباح “…الموت سبقني للقاء محمود صلاح

 

منذ 40 عاما عرفته متألقا في دار اخبار اليوم .. كان شابا وسيما وأنيقا في مظهره ويتمتع بالقبول الرباني ..
ومن حسن حظي أن مكتبي كان بجوار مكتبه في الطابق العاشر بالمبني القديم بدار اخبار اليوم .. كان هو نجما كمحرر في باب الحوادث والقضايا بجريدة أخبار اليوم الاسبوعية .. وعندما إنتقلنا من المبني القديم كنت محظوظا أيضا لأن مكتبي بقسم الإستماع السياسي قبل انتقالي إلي قسم محافظات أمام مكتبه بالطابق التاسع بالمبني الصحفي الجديد بشارع الصحافة ..
وعندما بدأت العمل كمحرر في قسم الحوادث والقضايا بجريدة الأخبار كان هو قد أصبح رئيسا لقسم الحوادث والقضايا بجريدة أخبار اليوم ..
اتحدث هنا عن الكاتب الصحفي الكبير محمود صلاح الذي وافته المنية يوم الإثنين الماضي الموافق 16 ديسمبر 2019 عن عمر يناهز 69 عاما والراحل العظيم مواليد أول مايو 1950 م .. وتخرج من كلية الإعلام بالقاهرة وعمل بجريدة أخبار اليوم منذ عام 1976م كمحرر بقسم الحوادث والقضايا وأصبح من ألمع وأشهر الصحفيين في كتابة القصة الصحفية التي كان ينتظرها القراء صباح كل سبت بجريدة أخبار اليوم .. ثم تولي رئاسة قسم الحوادث والقضايا بالجريدة .. ثم تولي رئاسة تحرير ” أخر ساعة ” لفترة قصيرة ثم عاد وتولي رئيس تحرير جريدة اخبار الحوادث الذي كان ابرز مؤسيسيها وأحدث بها طفرة كبيرة .. ومن حسن حظي أيضا أن عملت محررا بقسم الحوادث والقضايا تحت رئاسة الكاتب الصحفي محمود صلاح بجريدة اخبار اليوم ثم بجريدة اخبار الحوادث إلي جانب عملي كمحرر بجريدة الأخبار .. وكان الأستاذ محمود صلاح نعم الاخ والصديق والزميل العزيز .. ولن أنسي مواقفه النبيلة معي عندما كان مديرا لتحرير جريدة اخبار الحوادث ثم رئيسا لتحريرها عندما نصحني بأن اكتب تحقيقات صحفية وموضوعات تختلف عن نوعية الأخبار التي كنت اقدمها للجريدة ..
ويومها قال لي أخي وصديقي وزميلي العزيز الكاتب الصحفي الكبير محمد رجب مدير تحرير أخبار الحوادث منذ صدورها والمشرف الحالي علي صفحة الحوادث والقضايا بجريدة الأخبار وأحد أبرز محرري الحوادث في كتابة القصة الصحفية قال لي : ان محمود صلاح يحبك ولذلك نصحك بهذه النصيحة وأنت تمتلك كتابة القصة الصحفية التي تعد واحد من خمسة صحفيين علي مستوي مصر يكتبون القصة الصحفية بأسلوب شيق وجذاب للقارئ ..
وهذه الشهادة أعتز بها ولقد تعلمت من الأستاذين الكبيرين محمود صلاح ومحمد رجب في هذا المجال وهو ما شجعني علي إصدار ثلاثة كتب بعد خروجي من أخبار اليوم العام الماضي ..
ومن المواقف التي أحزنتني عندما قرأت مقالا للكاتب الصحفي محمود صلاح بجريدة الأخبار بعد خراب الخريف العربي الذي طال مصر في 25 يناير عام 2011م .. كتب يومها في مقاله عن الجحود ونكران الجميل من بعض محرري جريدة اخبار الحوادث التي كان يتولي رئاسة تحريرها ووقف بجوارهم حتي تم تعيينهم بالجريدة ثم انقلبوا عليه و طلبوا برحيله عن رئاسة التحرير في ظل الفوضي العارمة التي اجتاحت مصر في تلك السنوات ..
اتصلت به هاتفيا وقلت له : لا تحزن يا أستاذي الكبير .. فأنت ستظل رمزا عظيما في عالم الصحافة .. وجاء صوته عبر الهاتف مفعما بالحزن واحسست أنه كاد يبكي من عدم الوفاء الذي طاله .
وفي الايام الماضية قلت عندما أنتهي من كتابة كتابي الرابع ” الطريق إلي صاحبة الجلالة ” خلال هذا الشهر وقد ذكرت فيه مواقف كثيرة مع الكاتب الصحفي محمود صلاح .. قلت بعد إصدار الكتاب وخروجه من المطبعة سأنتهز الفرصة وأذهب إلي أستاذي لأقدم له كتابي ولكي يفرح بأحد تلاميذه ولكن الموت سبقني إلي لقاء محمود صلاح وانتقل إلي رحمة الله في هدوء وسكينة بعد رحلة معاناه مع المرض اللعين ..
رحم الله كاتبنا الكبير وأحد رموز الصحافة المصرية محمود صلاح .
#أحمد عبد الكريم

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى