أحزاب ونواب

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب مملكة الجبل الاصفر-الدولة المزعومة

 

كتب الاستاذ احمد موسي في جريدة الاهرام امس انة “في 5 سبتمبر الماضي خرجت علي الفضاء الالكتروني سيدة وصفت نفسها بانها رئيسة حكومة لدولة مزعومة اسمها الجبل الاصفر، وقالت إنها تقع جنوب حدود مصر وشمال السودان، وإنها ستتلقی طلبات التوطين من اللاجئين وكل من ليس له جنسية حول العالم، وستصبح مملكة وسيكون سكانها 20 مليونا بحلول عام 2040 ،وتم تداول هذا الإعلان بشكل كبير فيه سخرية من البعض حول كيف يمكن تأسيس دولة في يوم وليلة وفي أي منطقة ستكون، وهل هناك من سيعترف بها وتمويلها من يقوم به وقوانينها ودستورها ومن أي الدول تستمدها؟!

المسألة تحتاج إلى التوقف أمامها بكل قوة لكشف ما يجري في هذه المنطقة والتي تقع جنوب خط عرض 22 وهو الحد الفاصل مع السودان، ولا تقع المنطقة المعلن عن قيام الدولة المزعومة ضمن حدودنا بل خارجها تماما، وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود 1902 والتي حددت خط عرض 22 نهاية حدود مصر الجنوبية، وأصبحت تلك المنطقة الأرض المباحة التي لا تتبع حدوديا لمصر ولا السودان، وتبلغ مساحتها 2060 كم بحجم قطر تقريبا، وربما كانت المفاجأة عند الإعلان الصادر في سبتمبر الماضي في أوكرانيا حضور وفود من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات دولية.

والسؤال هنا: هل سيخلق العالم بإيجاد تلك الدويلة المزعومة لاحتواء هجرة اللاجئين إلى أوروبا وغيرها، لأنها ستضم سكانها من هؤلاء ولكل إنسان ليس لديه جنسية أو ما يعرف في بعض الدول «البدون» ، ،وخلال الأيام الماضية تم الكشف عن أن هذه الدولة ستكون «مملكة الجبل الأصفر» وحاكمها الشيخ عبد الإله بن عبد الله ورئيسة الوزراء نادرة نصيف، ولها حكومة وسيكون علمها يحمل عبارة بسم الله الرحمن الرحيم ،ونخلة، ومثلثات باللون الأصفر رمزا لها،

 المريب في الأمر أنه أعلنت قبل أيام تلقى آلاف الطلبات للتوطين بهذة الدولة، ويتم تسهيل واستعجال التعاملات مع طالبي التوطين لهذه الدولة المزعومة وسيكون التوطين نهاية العام المقبل 2020 ليتجمع فيها كل المهجرين واللاجئين.

 وتسارع وتيرة الحديث عن هذه الدويلة ومكانها ربما يكون وراءه تحركات في كل الإشارات لبعض الدول التي تدعم قيام دولة على حدود مصر والسودان، خاصة في هذه المنطقة تحديدا، ويستحق الأمر ضرورة الكشف عمن يدعم ويمول وله مصلحة في هذا الأمر بإنشاء دولة من العدم في أرض خالية وفي بقعة مباحة وليست ضمن حدود مصر أو السودان، فمن الذي يعرف هذه المنطقة أنها بدون صاحب وأرضها مباحة.

أن الهدف تصدير مشكلة جديدة للمنطقة أم لم يجد العالم حلا لأزمة اللاجئين إلا بإقامة دولة كاملة لهم تزعم أن لديها رؤية لعام 2030 ننتظر ما ستكشف عنه الأيام المقبلة حول ما إذا كانت دولة مزعومة ومجرد كلام في الفضاء الإعلامي، أم ستكون حقيقة على الأرض وتحظى بالدعم المالي والسياسي من بعض الدول، وأن هناك من خطط وساعد واختار حاكمها ومسئوليها وحتى من يمكن توطينهم فيها ليشكلوا سكانا لدولة تبسط نفوذها على أرض مباحة أو ربما استباحتها لغرض زرع فتنة تنتظر تفجيرها في وجه العالم العربي في الفترة المقبلة.

تعليق:

كان احد الزملاء قد نشر علي مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة هذا الخبر، وكنت قد طلبت منة الافادة عن مصدر هذا الخبر وانة كان يجب التاكد من صحتة قبل النشر، وطلبت منة حذف هذا الخبر لحين التاكد من تمام صحتة حتي لايحدث بلبلة في الراي العام المصري ويحدث تخوف من المواطنيين علي مستقبل الامن القومي للبلاد، فما كان منة الا انة قد قام بالفعل بحذف هذا الخبر من علي وسائل التواصلل الاجتماعي.

ولكن بعد نشر هذا الخبر بهذة الطريقة علي المستوي العام و الواسع النطاق  سواء في الداخل عبر وسائل الاعلام المصرية من صحافة وتلفزيون واخرها الاستاذ احمد موسي بجريدة الاهرام القاهرية، كذا علي المستوي الخارجي وما تناقلتة الانباء عن تعيين ملك للدولة ورئيسة للوزراء وطلبات هجرة لهذة الدولة المزعومة واعتراف عدد من الدول بها.

اري انة لابد من ان نناقش وندرس الامر بكل جدية وان تصدر وزارة الخارجية المصرية بيانا حول صحة هذا الخبر وما يثار حولة، لتاثيرة الخطير علي الامن القومي المصري، كذا اري ان تتناول لجنة الامن القومي ولجنة العلاقات  الخارجية في مجلس النواب بحث هذا الموضوع الهام، ومطالبة الحكومة ببيان حقيقة الامر حول ما نشر لتاثير ذلك علي الراي العام المصري، ولطمأنتة حول صحة هذة الانباء والاثار المترتبة عليها سواء كانت حقيقية ام غير ذلك.

اعتقد ان الامر جد خطير ولا يمكن السكوت عنة دون ايضاح للرأي العام، لانة يرتب اثارا غير محمودة علي الامن القومي للبلاد وعلي ثقة المواطنين في  معرفة حقائق الامور وشفافية الحكومة، وهل سيكون هناك تحرك لوأد أي محاولات لإقامة مملكة جديدة بين مصر والسودان؟..

المؤمرات كثيرة ومتسارعة ضد مصر ومستقبلها وامنها واستقرارها ووحدتها وعلينا التعامل مع الأمر بمنتهى الجدية، ففي تقديري المسألة خطيرة وجادة وتتعلق بالامن القومي المصري.

تحيا مصر

لواء      

عبد الرحمن راشد                         

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى