كتاب الموقعمقالات

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب “عدم شرعية المستوطنات في الأراضي المحتلة”

 

كتب علي الاعور في صوت الوطن بشان اعلان وزير خارجية امريكا عن شرعية المستوطنات الاسرائيلة في الاراضي المحتلة بقول “يوم امس صرح وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية واعلن عن موقف أمريكا تجاه المستوطنات بانها ” لا تنتهك القانون الدولي” وأضاف بان اعتبار المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي لا يشجع على السلام”.

يبدو ان العلاقات الدولية في المجتمع الدولي بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص أخذت  تفرض نفسها على رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط متجاهلة تاريخ وحقوق الدول والشعوب في المنطقة العربية  لتعلن الولايات المتحدة الامريكية عن تغيير موقفها الذي تجسد عام 1978 في الرأي القانوني الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 1978 والذي اعتبر في حينه المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تنتهك القانون الدولي” ، قائلاً إن الموقف السابق “لم يروج للسلام”.

وصفق نتنياهو لهذا الإعلان وصرح بان الولايات المتحدة صوبت الظلم والخطأ التاريخي الذي لحق.

وللرد على تصريحات بومبيو من خلال القانون الدولي الذي اعتبر المستوطنات غير شرعية وتنتهك حقوق الانسان في الأراضي المحتلة والسيطرة على الأرض والموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه بالإضافة الى ان المستوطنات تشكل رافدا مهما للاحتلال وجزء من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة هذا بالإضافة الى ان معظم المستوطنات أقيمت على أراضي خاصة وتم مصادرتها من أصحابها الفلسطينيين واذا كانت إسرائيل لا تعتبر بان الأراضي الفلسطينية عام 1967 هي أراضي محتلة بل تعتبرها أراضي متنازع عليها وبالتالي لا تنطبق عليها اتفاقيات جنيف الرابعة 1949 ولكن ما يوضح زيف ادعاءات إسرائيل هو ان المستوطنات تشكل نموذجا للتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني لان المستوطنات ليست مبنية في منطقة متجاورة بل في أجزاء متعددة من الأراضي المحتلة وهذا يقطع اوصال الأراضي الفلسطينية الى كونتنات وتجمعات فلسطينية منقسمة يستحيل إقامة دولة على الأراضي الفلسطينية بالإضافة فان السكان الفلسطينيون والإسرائيليون يعيشون في نفس المنطقة والفلسطينيون يطبق عليهم القانون العسكري ويحاكم الفلسطينيون امام محاكم عسكرية بينما يحاكم الإسرائيليون امام محاكم مدنية وهذه قمة التمييز العنصري ضد الانسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية.

وعندما يتحدث بومبيو عن السلام .. ماذا بقي من السلام للحديث عنه ولكنها القوة العسكرية الهمجية التي يستعملها بومبيو لدعم مواقف الولايات المتحدة الامريكية ولكن موقف الولايات المتحدة الامريكية قابله دول الاتحاد الأوروبي بان المستوطنات هي جزء من الاحتلال وتنتهك القانون الدولي وتمثل المستوطنات عقبة في طريق السلام المنشود بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولكن كل ما ورد ليس مهما للشعب الإسرائيلي وان كانت القيادة الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية ممثلة في نتنياهو قد فرحت وصفقت للإعلان الأمريكي الذي يعترف بشرعية المستوطنات ويشرعن الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ، كان الإسرائيليون دائما وما زالو يطرحون السؤال المركزي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ما هو مصير الأراضي المحتلة؟ في كل حملة انتخابية تسبق الانتخابات الإسرائيلية كان المواطن الإسرائيلي يسأل ممثلي  الأحزاب المتنافسه في انتخابات الكنيست : الى متى يستمر احتلال الأراضي الفلسطينية؟ ربما لم نسمع هذا السؤال في السنوات الأخيرة بسبب سيطرة اليمين الإسرائيلي على الحكم في إسرائيل ولكن بدات تعود تلك الأصوات من جديد ممثلة في قائمة الأزرق والأبيض وفي المعسكر الديموقراطي بزعامة حزب ميرتس وكذلك حزب العمل ، حيث اخذت تلك الأصوات بضرورة العودة الى المفاوضات والتوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اما المفكرين والباحثين والاكاديميين الإسرائيليين فكانوا دائما يبحثون عن سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط ويطرحون السؤال الأهم:
هل يمكن اعتبار إسرائيل دولة من دول الشرق الأوسط ؟ هل تقبل الجماهير العربية والشعوب العربية بوجود إسرائيل كدولة في المنطقة العربية والشرق الأوسط؟ هل يعترف العرب بوجود إسرائيل؟ هل يعترف العرب بحق إسرائيل في الوجود؟.

هذه الأسئلة المهمة والتي تجسد مدى فهم المفكرين والباحثين الإسرائيليين للتوصل الى سلام عادل وشامل  بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال حل الدولتين والاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب إسرائيل  هؤلاء الباحثين والادباء والاكاديميين الإسرائيليين يبحثون عن السلام للشعب الإسرائيلي من اجل قبول الإسرائيليين في الشرق الأوسط وإقامة علاقات اقتصادية وتجارية وحتى اجتماعية مع الشعوب العربية ولكن قبل كل شيء يعرفون جيدا ان هذا مشروط ومرتبط بالاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني في ارضه ويعتبرون الاحتلال الإسرائيلي رمزا للتمييز العنصري واحتلال شعب اعزل والسيطرة على ارضه من خلال إقامة المستوطنات التي تعطل وتعيق عملية السلام بالإضافة الى رفضهم لسلوك المستوطنين واطلاق النار على الفلسطينيين او قطع أشجار الزيتون او إقامة الكرفانات بقوة السلاح .. هؤلاء الاكاديميين والباحثين والادباء لا يصفقون ولا يهللون لقررات ترمب في نقل السفارة او اعتبار المستوطنات شرعية ولذلك على نتنياهو ان يعيد حساباته ويعود الى أولئك المفكرين والباحثين ليعرف طبيعة الصراع مع الفلسطينيين وليعرف ان المستوطنات وقرارات ترمب وتصريحان بومبيو لا تخدم عملية السلام ولا تحقق الامل والسلام للشعب الإسرائيلي بل ان المستوطنات سوف تكون عود الكبريت الذي يحرق الأخضر واليابس على هذه الأرض وان المستوطنات سوف تشعل فتيل الحرب وتقضي على أحلام وامل الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في التوصل الى سلام عادل وشامل والعيش بأمان على هذه الأرض.

وقد جائت ردود الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينة وكافة الدول والمنظمات الداعية والراعية للسلام مستنكرة لهذة التصريحات التي تتعارض مع القرارات والاعراف الدولية.

عاشت فلسطين حرة

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى