أحزاب ونواب

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب “الرئيس والشأن العام للدولة المصرية”

 

كتب عبد الرازق توفيق في جريدة الجمهورية معلقا علي خطاب الرئيس في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يقول ” ان من أهم النقاط التي أثارها الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعوته لعقد ندوة أو مؤتمر يأخذ الوقت الكافي للحديث عن الشأن العام وقضاياه، وكيفية تناوله وبلورة مفاهيم جديدة تواكب العصر وما نعيشه من تحديات ومعطيات مختلفة.

ان خصوصية الدولة المصرية الجديدة «دولة 30 يونيو» تنطلق من تغيير الفكر، وليس المساس بالثوابت سواء في الدين أو الثقافة أو الاقتصاد أو الإعلام، لكسر حالة الجمود التي لا تستجيب ولا تتفاعل أو تتعاطى مع الواقع الذي نعيشه ومتطلباته واحتياجاته.

الندوة أو المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمر مهم للغاية خاصة لبلورة نموذج ومفهوم جديد للدولة المصرية في شتى المجالات، لا يمس الثوابت ولكن يتعلق بطريقة التفكير وآليات التعامل مع القضايا المختلفة وفهم الأشياء وأصلها.. وضرورة التخلص من حالة «التشنيج» أحيانا وبتر حالة التطرف التي تمثل خطرا جسيمة على الدولة والمجتمع.

جميع أطياف المجتمع في السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن والاجتماع مطالبون بالجلوس والحديث معا والتحلي بالعمق والفهم والإدراك لطبيعة ما يواجه الدولة المصرية.. وما يتطلبه الوجود في مجتمع دولى وعالم مختلف وإقليم ذي طبيعة خاصة، حتى لا تصطدم الأمور ببعضها البعض ونصبح في خانة اختيار معقدة.

أولا: اننا نحتاج ثورة في الفكر الديني وليس ثورة على الدين، للتخلص من جمود الأفكار والتطرف المقيت والتشنج وضيق الأفق للسياسي ورجل الدين والإعلام ونصل لعقلية أكثر اتساعا للألفة وأكثر الرعاية لهضم واستيعاب مجريات العصر التي نعيشة.

ثانيا: نحتاج نسقا فكريا عاما ليس في الدين فقط ولكن في كافة المجالات، يقوم على إعمال العقل وإتساع الأفق وإدراك متطلبات الواقع والعصر، ويرفض الانغلاق والتشنج والتشبث بفكرة، نحتاج أيضا عقلا أكثر مرونة وانفتاحا دون إفراط أو تفريط، يأخذ في حسبانه وتفكيره المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد في إطار الاجتهاد والتجديد.

ثالثا: لسنا في حاجة إلى نماذج معلبة أو مستوردة أو قديمة ولكن هدف النقاش العام هو الوصول إلى بلورة وصياغة مناسبة لفكر ومضاهيم شاملة في كافة المجالات ومناحي الحياة تتسق مع الحاضر الذي نعيشه والمستقبل الذي نتطلع إليه، فما كان يصلح منذ عقود ليس بالضرورة أن يناسبنا الآن في ظل اختلاف المتغيرات والمعطيات وما نواجهه من تحديات.

رابعا: لابد أن نؤمن بأننا أمام جيل مختلف يتعرض لغزو فكري وثقافي وديني في ظل ما تشهده من عصر السماوات المفتوحة.. والأخبار والمعلومات المتدفقة كل ثانية، وأيضا محاولات التشكيك والكذب والتشويهه هذا الجيل مختلف في تقاليده وتربيته.. لذلك لابد لنا من الوصول إلى استراتيجية متكاملة لبناء إنسان مصری مختلف، يدرك ويعي واقعه بشكل جيد.. يفهم ويستوعب التحديات والتهديدات والمخاطر التي تواجه الدولة في إطار إرادتنا لحماية الدولة المصرية والحفاظ عليها.

خامسا: لابد أن نعلم أولادنا مفهوم رجل الدولة.. وأيضا مفهوم الدولة الشامل.. كما قال وزير الأوقاف في كلمته الابتعاد عن فكر الجماعة النفعي إلى فقه بناء الدوله، ومن فقه الأغلبية القديمة إلى فكر دولة المواطنة المتكافئة الحديثة، متجاوزین مصطلح الأكثرية إلى مصطلح الدولة الوطنية ومن الثقافة المغلقة إلى الثقافة الرحبة بما يسهم في بناء الشخصية واسعة الأفق، القادرة على فهم التحديات، وفك شفراتها ووضع الحلول المنطقية لمعالجتها والانتقال من فقه ما قبل الدولة الحديثة إلى فقه ما بعد الدولة الحديثة، لذلك لابد أن يتحلى باتساع الأفق كل من كان فقيها أو سياسية أو إعلاميا.

سادسا: لا يمكن استدعاء نموذج تقليدي أو قديم للإعلام أو الأخذ بنماذج من عصور سابقة، لأنها لم تصبح مناسبة للتعاطى والتفاعل مع متطلبات ومعطيات وتحديات العصر.

والذي يجب أن نناقشه ونتفق جميعا على استراتيجية واضحة وشاملة ومتكاملة المعالم والمحاور له، يجب أن يواجه بشجاعة ودون موارية من خلال محتوي عميق وقوي يدعمه واقع زاخر بالنجاحات غير المسبوقة.. إعلام لا يعتمد على الشعارات ولكن على الحقائق والمعلومات والبيانات والأرقام وتعريف المواطن بكل ما يريده ويتعلق به.

سابعا: نحن في حاجة إلى سياسة وسياسيين أكثر اختلافا عن العقود السابقة، أكثر استيعابية لمصلحة البلاد والعباد، لا يعيشون في رداء وثوب الرومانسية السياسية دون إدراك الطبيعة الواقع والتحديات.

السياسة والسياسيون الذين نبحث عنهم ليس في الشكل التقليدي: أغلبية ومعارضة، ولكن سياسة وطنية على قلب رجل واحد تدفع مصر إلى الأمام، وتدرك أن الجميع في مركب واحد، سياسة الأفكار الخلاقة لصالح الوطن.. سياسة الابتعاد والخروج من الشخصية والمصالح الضيقة إلى آفاق رحبة من العمل الوطني بأيدي الجميع”.

خلاصة القول:

“لا شك أن الدولة المصرية ذات خصوصية شديدة في ظل معطيات ومتغيرات جديدة تختلف كثيرا عن العقود والعصور السابقة في ظل أننا نعيش تحديات ومعطيات جديدة وتهديدات ومخاطر استثنائية، تستلزم مع بناء الدولة الجديدة والمختلفة، بلورة مجموعة جديدة من المفاهيم في شتى المجالات سواء السياسية أو الثقافية أو الدينية أو الإعلامية والاقتصادية”.

تحيا مصر

لواء      

عبد الرحمن راشد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى