الاخبارالرئيسيةدبابيس "المقال الاسبوعى"مقالات

عبد النبي الشحات يكتب “دبابيس” “المحافظون وقضايا الشارع”

 

  • إذا كان نواب البرلمان قد حملوا بعض الوزراء مسئولية تصدير المشكلات للقيادة السياسية وهذه حقيقة لاجدال فيها فأننا نزيد ونذكر بان هناك أيضا بعض المحافظين إن لم يكن أغلبهم قد صدروا أيضا مشكلات للناس في محافظاتهم بسبب قلة الخبرة وضعف الأداء وعدم القدرة علي إتخاذ القرار والتعامل مع كثير من الملفات بمنطق تسيير الأعمال والإبتعاد عن المواجهة الحقيقية للمشكلات علي الأرض وهو امر قد يزيد “الطين بله ” لأن الناس في سائر المحافظات تعتبر ان المحافظ هو ممثل الحكومة أمامها او بمعني أدق تأخذ أنطباعها عن أداء الحكومة من خلال أداء المحافظ نفسه وتلك هي الإشكالية لان المحافظ إذا نجح في إشاعة الرضا بين الناس بأفكار وقرارات لاتحتاج إلي تمويلات قطعا سوف يؤثر علي الحالة المزاجية للمواطنين في محافظته اما إذا فشل المحافظ في كسب الشارع وترك الحبل علي الغارب لدولة صغار الموظفين لتعطيل مصالح الناس بمحافظته فهو أمر سوف يترك اثارا سلبية علي المواطن لأن المحليات تؤدي 70% من الخدمات للمواطنين وبالتالي فان نجاح الحكومة مرهون بتطوير المحليات
  • ياسادة الفساد ربما لاينطوي علي المحسوبية والوساطة او تلقي الرشوة وحسب وإنما الفساد بعينه هو تعطيل مصالح الناس سواء في بعض الوزارات او المحافظات في ظل حالة الروتين والبيروقراطية التي تسيطر منذ عقود طويله وهو أمر قد يحتاج نوعية من المحافظين علي علم بدهاليز المحليات لمواجهة هذه الأمور
  • الأخطر ان بعض المحافظين توقفوا عن اللقاءات المفتوحة مع المواطنين إسبوعيا وإكتفوا بمنح تاشيرات لاتسمن ولاتغني من جوع علي طلباتهم وهو أمر قد يفقد ثقة المواطن في المسئول نفسه لان تاشيرة المحافظ اي محافظ يجب ان تحترم طالما كانت لصالح المواطن وفي إطار من القانون لكن مايحدث علي أرض الواقع عكس ذلك تماما حيث يجد المواطن نفسه كعب داير بين دهاليز المكاتب الحكومية وهو ما بات يعرف بالدولة العميقة برغم ان القيادة السياسية منحت سلطات واسعة للمحافظين وطالبتهم بالجرأه والحزم في حل المشاكل الجماهيرية
  • لقد قرر بعض السادة المحافظين إحالة كثير من ملفات المشروعات المعطلة او المتعثرة إلي الحكومة المركزية في القاهرة دون أدني تفكير في إقتحام هذه الملفات والامثلة كثيرة وصارخة وهو أمر اثر سلبا علي تفاقم ازمة هذه المشروعات لان بعض هؤلاء المحافظين قرروا العمل بمنطق اليوم بيوم دون رؤية أو إدراك لتحديات المرحلة والتي تتطلب القدرة علي تحقيق المعادلة الصعبة بدء من التواجد بين الناس في الشارع وحل مشاكلهم علي الطبيعة ونهاية بإستخدام روح القانون في لمسات إنسانية مع من تستحق ظروفهم المساندة من اهالينا البسطاء بالقري والنجوع وفي نفس الوقت الجرأة والقدرة علي إتخاذ القرار لكن بعض المحافظين دون قصد طبعا صدروا المشكلات في محافظاتهم خاصة في الملفات الجماهيرية التي تحتاج إلي حرفية وحنكة في الإقتراب منها واهما قطاع الصحة علي وجه التحديد
  • لقد أقتصر دور بعض السادة المحافظين علي التواجد الشرفي في الإحتفالات والمهرجانات او الإجتماعات الدورية التي يعقدونها داخل محافظاتهم وبالتالي إنخفض معدل الاداء لدرجة ان بعضهم ترك المهمة تقريبا للسكرتير العام فجاءت الخطط الإستثمارية في كثير من المحافظات بعيدا عن فقه الأولويات وعن مطالب وأحلام أبناء الإقليم مع ان المفترض ان تكون الخطط الإستثمارية في كل محافظة نابعة من الإحتياجات الفعلية والحقيقبة للمواطنين حتي تاتي المشروعات الجديدة تلبية لمطالبهم
  • الأهم ان كثير من المحافظات أهملت ملف ميكنة الخدمات في وقت تتحدث فيه الدولة والقيادة السياسية عن أهمية التحول الرقمي وللاسف إقتصر مفهوم بعض المحافظين عن هذا التحول وإختزاله في مراكز التطوير التكنولوجي بالمدن وهي للاسف اسم علي غير مسمي وتحتاج هي الاخري لإعادة هيكلة من الألف إلي الياء بكثير من المحافظات حتي تؤدي الغرض الذي أنشئت من أجله وهو قضاء مطالب المواطنين دون تدخل العنصر البشري
  • ياسادة علينا ان ندرك ان تطوير المحليات أصبح ضرورة حتمية لاسيما وان البرلمان سوف يناقش في دورته الحالية قانون المحليات الجديد ونأمل ان يخرج بإصلاحات تلبي امال وطموحات الناس في محليات جديدة قادرة علي إشاعة الرضا بين المواطنين وتسد الثغرات في القانون الحالي لأنه ببساطة إذا تم إنجاز مطلب المواطن دون روتين او بيروقراطيه طالما كان مطلبه شرعيا فانه سوف يعود لمنزله وهو في حالة نفسية جيدة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى