المرآة

ريمان جمال الدين تكتب “الدور الوطني للمراة المصرية في نصر اكتوبر العظيم”

 

باتت المراة المصرية رمزا للمثابرة والصمود و الثبات والتضحية داعية للاستقرار والسلام علي مر العصور،حيث لم يكن شغلها الشاغل هو تربية الابناء وتوفير حياة هادئة لهم فقط،ولكنها كانت ومازالت تقف لحماية الوطن وحماية ابنائها وذاتها ايضا،بحثا عن حريتها وكرامتها باعتبارها نصف المجتمع حيث نجدها قد وقفت في الكثير من المواقف البطولية،خاصة اثناء الحروب والنزاعات التي عاشتها وعاصرتها مصر،وقد تخلت عن كونها كائنا انثويا ناعما وتحملت ونبشت بكل ما تملك من قوة من اجل اعلاء الوطن،وتربصت لاي شخص يهدد ضلع الوطن كما قامت باعمال عقلها واستخدام دهائها من اجل التربص لمن يحاول ان يهدد امناها وامن الوطن او يحوم حول استقرارة وامانة ويهددة، فهو العنصر الاساسي لاي اسرة وهو بمثابة العمود الفقري والعقل المدبر للوطن حين يدق ناقوص الخطر. فنجد ان لها دورا بارزا في الحروب التي شنت علي مصر بشكل عام وحرب اكتوبر بشكل خاص.

اذا كان الجندي المقاتل هو المعجزة التي أذهلت العدو والعالم في اكتوبر 73 المجيد بشهادة جميع الخبراء العسكريين، فان المراة المصرية كانت معجزة حقيقية وسرا من اسرار الانتصار،وبين السطور التالية شاهدات عيان على مشاهد ومواقف لاتنسی لدورها خلال المعركة والانتصار العظيم.

-في البداية تقول سامية الزاهد رئيس الهلال الأحمر،بدات عملي التطوعي يومي   5-6 يونيو سنة 67 وكان جميع الشباب والطالبات بالجامعة في ذلك الوقت يريدون التطوع وكنت في ذلك الوقت طالبة بكلية الاداب،فتقدمت لجمعية الهلال الأحمر وكانت عبارة عن خلية نحل الكل يسعی لتقديم خدماته التطوعية للبلد واتجهنا والشباب كله سريعا إلى دعم لجنة بنك الدم والمتبرعين بالطوابيرمنتظرين والشرطة تنظمهم،الكل يشارك بما يستطيع من جهد وكانت الصدمة بعد الأخبار الكاذبة وغير الحقيقية،وكنت من ضمن الشباب الذين استمروا في عملهم التطوعي في المستشفيات ولجنة الأغاثة وبنك الدم،الى ان اصبحت عضوة وتزوجت واصبح عندي طفل صغير وكانت السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس أنور السادات عضوة في الهلال الأحمر منذ ايام نكسة 67 ،وكان لها دور فاعل خلال حرب الاستنزاف وكانت تاخذنا معها للجبهة لرفع الروح المعنوية ولدعم وتاهيل الضباط والجنود بعد النكسة،على رغم انهم لم يكونوا محتاجين للدفعة لأنهم كانوا عازمين على الثار ويقولون لنا «هناخذ بثارنا».

وفي يوم 6 اكتوبر سمعت نشرة الساعة 2 ظهرا بالاذاعة واذا بصوت هادی وبدون ای صخب يقول لقد عبرنا، وفي اليوم الثاني اعداد غیر مسبوقة من المتطوعين والعضوات الى الهلال الأحمر،وشكلت اللجان وتوزعت السيدات المتطوعات والعضوات على مستشفيات كبری القبة،واخذنا المستشفيات المدنية وجاء نصيبي بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي مع جيهان السادات،كنا نعمل منذ الصباح وطوال اليوم مع الجرحی نشجعهم ولكنى رايت بينهم الروح الحلوة والسعادة لا يبالون باصابتهم،والمهم عندهم هو انهم انتصروا على العدو واخذوا بالثار وغسلوا العار والهزيمة،وقابلت من بين المصابين اول جندي رفع العلم على خط بارليف،وكان لنا دور غير المستشفيات فهناك مجموعة اخرى من العضوات والمتطوعات بالهلال منا يقومون بتجهيز ادوات العمل الطبية من الشاش والقطن،ومنا من يجلس مع الجرحى من اجل ان يطعمهم ويغير لهم على الجرح لاننا كنا حاصلين على شهادات معتمدة من الهلال الأحمر المنبثق من هيئة الصليب الأحمر الدولي،هذا بالاضافة الى مساعدة الأهالي الذين لا يعلمون شيئا عن أبنائهم سواء كانوا جرحي او مفقودین او اسري،وذلك عن طريق لجنة من الصليب الأحمر وكان لدينا عدد كبير من الأسرى وكان من بينهم عساف ياجوری قائد اول دبابة تم اسارتها،ايضا قمنا باول زيارة للجبهة بعد ان اخذنا خط بارليف بالكامل وايضا كان دورنا أن نتحرى عن الأسرى والمفقودين من الصليب الأحمر،وكان الجيش هو الذي يبلغ ويورد ولا أنسى في سنة 1979 أنه كان لى شرف الحضور مع 10 شخصیات من الهلال الأحمر عندما استلمنا مدينة العريش، وصاحبت الرئيس السادات وحرمه السيدة جيهان ورفع السيد الرئيس العلم،ووقتها مثل آی امراة مصرية أصيلة لا أنسی المشهد في اثناء قيام الرئيس برفع العلم وبجانبه السيدة جيهان ومن شدة فرحتها وجدتها تقوم بنفسها بالزغاريد وفي كل مناسبة كنت اضحك معها واذكرها بهذا الموقف

المراة سر المعجزة الحقيقية

الكاتبة سكينة فؤاد تقول: وانا كنت شاهدة عيان من أبناء محافظات القناة من بورسعيد،لا انسى نساء القناة فترة التهجير واثناء حرب الاستنزاف لا تشكو وهي تترك بيتها لمناطق جديدة قد تسكن في فصل في مدرسة،وهناك من اردن البقاء في مدنهن لتقديم ای خدمات ودعم،لقد قدمت كل نساء مصر كل ما تستطيع من صور الصمود فكانت وراء صلابة الجندي صانعة الرجال لا تقل عنه بطولة ووطنية وكما أجمع الخبراء العسكريون أن المعجزة كانت هو المقاتل المصري في 73 الذي قال بعد النصر: كنت حاسس أن وراء ظهري حائط صد عظيم لا يوجد ای احساس بالخوف أو القلق على البيت والاولاد والاهل.

وتحملت المرأة المصرية ظروف غياب الأزواج المقاتلين ورعاية البيت وتربية الأبناء دون اي شكوى او اعتراض،وكانت بالفعل هي وزيرة اقتصاد الحرب كما كانت الموا التموينية محدودة ومع ذلك ترى ان كل الاقتصاد والدخل القومي يجب ان يوجه للانفاق العسكري،فكانت المراة الظهير الحقيقي للدخل القومي باقتصادها وبتحملها الأعباء والتبرع بالذهب من اجل المجهود الحربي وكانت اكثر نساء مصر شعورا بعدم الخوف وثقة ودعما لجيشها وقدرات وطنها ووعيا للهدف الأساسي في الحياة،اننا شعب لا يقبل الهزيمة وفي انتظار المعركة وتطهير رمال سيناء من تدنيس العدو الصهيوني.

 آن حرب اكتوبر هي حلقة من امجد البطولات المصرية،وكان العدو يعتبر آن اسقاط خط بارليف الذي اطلق عليه خط المستحيل يحتاج إلى قنبلة نووية ولكن استطاع المهندس المصري اجتيازه بسهولة بخراطيم المياه واذا كانت معجزة الحرب كما قال العدو هو المقاتل المصرى فان المراة المصرية وهي الأم والزوجة والخطيبة والحبيبة كانت هي المعجزة الحقيقية والعمود الفقري وراءه وسر من اسراره في جميع مراحل المواجهة والنصر.

ايقونة النصر

خيرية البشلاوي الكاتبة والناقدة الفنية تقول: كل ما نشاهده يوميا في السنوات الأخيرة من سقوط للشهداء وراءهم هناك سيدات تصنع معركتها داخل البيوت هي من تربي أولادها التخرج أجيالا تاخذ الراية والمراة هي من ترعى الجرحی داخل المستشفيات لتستعيد ذكريات المراة خلال 67 والانسحاب وحرب الاستنزاف،والتي لم تلق على دورها الضوء سواء على الشاشة الا من خلال بعض الأعمال مثل فيلم بدور والرصاصة لا تزال في جيبي وحتى اخر العمر.

هناك اجيال لم تكن موجودة في 67 والاستنزاف واكتوبر 73 وهي تحتاج لأفلام كثيرة مثل الممر وعندنا رئيس مؤمن بالمراة ودورها في المجتمع ويوليها رعاية غير مسبوقة،واتضح من كم عدد الوزيرات والمناصب التي تولتها.

 د. هدى زكريا استاذة علم الاجتماع السياسی تقول لاحظنا الرجال وهم ذاهبون للتضحية بالحياة وعندما رجعوا بعد الحروب من 67 إلى 73 وهم منتصرون كانوا يتحدثون انهم تركوا بيوتهم واولادهم وعائلتهم وهم مطمئنين أن وراء ظهورهم ست بمائة رجل،وهذا ليس غريبا على المراة المصرية فمنذ ايام الفراعنة وتعرض الوطن للحروب والغزوات، ودورها تاريخي وان لم ترتدي البدلة الكاكي لكن كان دورها الفاعل يؤثر على الفاعلية والجندي المصري في المعركة وهو يضحي بالحياة وهو في حالة من الاطمئنان والثقة،وهو يترك وراءه هذه الشجاعة وهي في جميع المواقف «قدها وقدود» وبالفعل كانت المراة المصرية في فترة الستينات هي شريك الرجل المكافحة المسئولة عن تربية المجتمع وان تظهر على الأحداث ولا تكتفي بتوليها المناصب العليا والوزارات.

قال الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق

مصر هي امنا جميعا

تحيا مصر

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى