أحزاب ونواب

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب “محاولات قوي الشر ضد مصر وجيشها”

 

لا تتوقف محاولات قوى الشر عن استهداف مصر لمنعها من إنجاز أي نهضة حقيقية تهدد مصالحهم في الإقليم الملئ  بالتوترات والاضطرابات والصراعات والتي بلغت أوجها بعد أحداث يناير 2011 ،ومن ثم لم تتوقف مساعى أهل الشر عن زرع عوامل الشقاق والفتنة بين شعب مصر وجيشها وجميع مكوناتها حتى ينشغل المصريون عن مهامتهم الأساسية وينصرفوا عن أداء دورهم الفعال في المنطقة.. ولعل أصدق دليل على تلك المحاولات هو قول أحد رؤساء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: «إننا نزرع عوامل الفرقة بين مكونات الشعب المصرى حتى يستمر في حالة صراع وينشغل عنا».. أيصح والحال هكذا وما تراه أعيننا من أحداث جسام تكاد تعصف بدول عربية بجوارنا أن نتساءل: هل هناك من يتمنى إضعاف مصر وکسر إرادتها وتمزيق أواصر نسيجها الوطني وزحزحتها عن دورها ومكانتها التاريخية التي حفظت لأمتنا العربية والإسلامية بقاءها وهويتها.

 لم تتوقف مصر عن أداء دورها التاريخي قائدة في طليعة الكفاح و ضد الاستعمار الحديث، وملهمة لحركات التحرر بين الشعوب العربية والأفريقية،ثم اليست هي من اوقف مشروع تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وتصدت للأطماع التوسعية لأردوغان الغارق في أوهام الامبراطورية العثمانية.

لا غرابة والحال هكذا أن تكون مصر وجيشها منذ الفراعنة وحتى يومنا هذا هي الجائزة الكبرى التي لا تتوقف محاولات استهدافها وإخضاعها تمهيدا : للاستيلاء على المنطقة كلها .. ولا تزال أرض الكنانة تتعرض لتحديات فرضتها تداعيات يناير 2011 ،التي سارعت قوى إقليمية ودولية لاستغلالها حتى لا تقف مصر على قدميها ويستوي في ذلك قوى إقليمية ودولية لا يرضيها أن تتبوا مصر مكانتها او تملك قرارها ومصيرها، أو أن تكون مركزا إقليميا للطاقة والغاز الطبيعي هؤلاء وغيرهم ممن تظنهم اشقاء تجمعنا بهم روابط اللغة والتاريخ والدين تراودهم احلام السيطرة على مصر لاخراجها من المعاملة الإقليمية والدولية ويساعدها بكل اسف عناصر من بني جلدتنا يجري توظيفهم لتحقيق مثل هذا الغرض الخبيث، ضمن ما عرف بحروب الجيل الرابع التي يبغون من ورائها تحقيق انتصارات بلا حروب، كما قال الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة منذ ايام، يدرك هؤلاء المعتدون خطورة موقع مصر ودورها وأسرار قوتها بحسبانها اهم المراكز الاستراتيجية للإسلام والعروبة وكيف انها وجيشها الذي بقی وحده بفضل الله صلبة متماسكا ضد طريق أحلامهم الاستعمارية، الأمر الذي يفسر لماذا تشتد هذه الأيام ضراوة حملاتهم لتشويهه والوقيعة بينه وبين الشعب.. ولماذا أصر الرئيس السيسي على توصيل رسالة قوية للشعب خلال ندوة القوات المسلحة بالتأكيد على حقيقة أن قوتنا في وحدتنا، وأن نصر أكتوبر العظيم درس مهم من دروس التاريخ تحقق بالعمل والصبر والإرادة، فمن لا يملك جيشا وطنيا وسلاحا عصريا لا يملك أمنه،وان التحدي الحقيقي والمخاطر موجودة في كل وقت وعصر، لكن تماسك شعبنا وعدم خروجه على مؤسسات الدولة أكبر تحدي وكل ما عداه من تحديات فهو هين .. قد يكون مفهوما لماذا تحارب كبرى الدول لإجهاض أي دور حقيقي لمصر في محيطها.. لكن ما ليس مفهوما ولا مستساغا أن تتباری دول يفترض آنها شقيقة(قطر) تنفيذ مخطط هدم مصر وتمزيق نسيجها الوطني ودعم جماعات الإرهاب وعلى راسها جماعة الإخوان الإرهابية، ويبقى جيش مصر هو نواتها الصلبة ودرعها وسيفها ومن ثم فقد بات هدفا للتشويه وتلويث السمعة من جانب قوى الشر وجماعاته تارة بيث فيديوهات مفبركة مصطنعة وتارة أخرى بإثارة شائعات وأكاذيب لا تنطلي على شعبنا الواعي، الذي يعلم إن جيشه جزء منه.

ويشهد تاريخه آنه اية في الشرف والتفاني ومصنع للرجال والوطنية والتضحية، ويكفي أن التاريخ لم يسجل حالة واحدة رفع فيها جيشنا سلاحه في وجه مصري.

ولعل خير دليل على ولاء جيشنا لشعبه هو انحيازه له منذ اللحظة الأولى لإندلاع أحداث يناير 2011 وقد نجح حتى في أحلك الظروف في الحفاظ على مقدرات الوطن بعد انهيار جهاز الشرطة، الذي جرى الهجوم على أقسامه وحرقها واقتحام السجون وتهريب السجناء منها وإشاعة انفلات أمني، لم يحمنا منه سوى الجيش الذي ظل يقوم بدوره في تامين حدود الدولة والحفاظ عليها في الداخل والخارج  وفشلت كل محاولات الوقيعة أو إفساد العلاقة بينة وبين الشعب.. لكن يبقى السؤال:هل توقف الرهان أم تعددت سيناريوهات التشويه وتلويث السمعة.. رآیی آن ذلك لم يتوقف لادراكهم أن ضرب الجيش والشرطة يعنى إسقاط مصر.

وينبغي ألا ننسى أبدا أن قواتنا المسلحة هي التي حمت إرادة الشعب وخلصته، نزولا على رغبته من حكم الإخوان ولا تزال تحارب الإرهاب وتقدم عن طيب خاطر الشهداء تلو الشهداء فداء للوطن.. لكن قنوات الشر جعلت من ضرب الجيش هدفا لها بحسبانه الجيش الوحيد القوي والمتماسك في المنطقة.

لكن الخونة ينسون شيئا مهما في مسعاهم لهدم جيش مصر، أن ثمة أواصر متينة تربط بين جيشنا وشعبنا وتلك العلاقة نادرا ما نجدها بين جيش دولة أخرى وشعبها، فجيشنا هو الحارس الأمين لحياة الشعب وتطلعاته ومستقبله وشعبنا هو الراعي الرسمي للجيش وحاضنته الطبيعية وانتماؤه الأكبر ومصدر قوته.. ولم يحدث أبدأ أن تخلى أحدهما عن الآخر بل دائما ما يسارع الجيش الإنقاذ البلاد في الأزمات والكوارث، كما أنه دائما صمام الأمن وضمانة الاستقرار مثلما تجلى ذلك في أعقاب أحداث يناير 2011 وما صاحبها من انفلات، لولا وجود الجيش لانهارت الدولة وسقطت بلا عودة.. كما كان ظهيرا لإرادة الثورة الشعبية في 30 يونيو حتى انقشع حكم الإخوان، ثم حمی تلك الإرادة حتى تشكلت مؤسسات الحكم المنتخبة وجرى الاستفتاء على الدستور وهوما جنب مصر ويلات الثورات وما يعقبها من فواتير باهظة وضحايا بالآلاف كما حدث في فرنسا وروسيا والصين وغيرها.

لقد حافظ جيشنا على مصر ووقاها شر الاحتراب الأهلي ومخططات التقسيم التي ترعاها يد التأمر في الداخل والخارج.. ولعل ما حدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا ليس عنا ببعيد، فقد زالت أنظمة وتهدمت جيوش وتفككت دول وشردت شعوب وغرقت في أتون المعارك والصراعات والفوضى حتى بات مصيرها مجهولا، لا يقرره أبناءؤها بل تقرره قوى ذات مطامع في أراضيها، فهل لنا بعد كل ذلك الذي رأيناه حولنا أن نصدق أكاذيب وفبركات صنعها أعداء مصر لجرجرة الجيش إلى مستنقع التشويه والهدم، هدم الرمز قبل هدم البنيان.

جيشنا كان وسوف يظل جزءا أصيلا من نسيجنا الوطني وسيبقى حاميا ومضحيا وعينا ساهرة ترعى البلاد والعباد، ولن يتخلى عن أمانته وشعبه وامته مهما يكلفة ذلك من تضحيات، شريطة أن يستمر تلاحم الشعب معه ومساندته له في السراء والضراء.. ومهما يصنع الكاذبون ويدعى المغرضون ستبقى مصر شعبها وجيشها نسيجا واحدا في رباط إلى يوم الدين.

تحيا مصر                                                

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى