كتاب الموقعمقالات

د رمضان عرفة يكتب.. استراتيجيات الجماعات الإرهابية في توظيف الوسائل الإعلامية

لا أحد ينكر دور وسائل الاعلام وتأثيرها في توجهات الرأى العام واتجاهاته وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التى تزوده بها وان اهميتها لا تكمن في اقتنائها ومجاراة الاخرين في استخدامها وتوجيهها وانما في كيفية استعمالها وتوظيفها بشكل هادف وعلى نحو يجعلها قادرة على التعبير الموضوعى عند تناول القضايا المختلفة.

ومما لاشك فيه ان التنظيمات الإرهابية تولى اهتماما بالغا بوسائل الإعلام فى الترويج لأيدولوجيتها  الدينية والفكرية والعسكرية والسياسية، حيث تسعى تلك التنظيمات إلى تمرير رسائل بصورة مباشرة وغير مباشرة عبر المحتوى الإعلامى الذى تقدمه من خلال المنصات المختلفة سواء كان هذا المحتوى مكتوبًا أو مسموعًا أو مرئيًا.

ولان التنظيمات الارهابية تدرك خطورة وأهمية الحرب الإعلامية، فقامت بتدعيم صفوفها بجيلٍ محترف من الإعلاميين، فضلًا عن مؤيدى التنظيم من الشباب أصحاب الخبرات التقنية المتميزة، هذا التواجد الإعلامى لهذه التنظيمات يفرض دراسة كيفية توظيفها لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة لخدمة أهدافها فى حربها الفكرية والإعلامية لتحقيق الانتشار والتأثير الأيديولوجى وكسب أرضية من التعاطف أو التأييد لدى الرأى العام.

وقد تناولت دراسة اكاديمية حديثة للزميل الدكتور شريف درويش اللبان وكيل كلية الاعلام جامعة القاهرة وللدكتورة نهى ابراهيم الباحثة بقسم الصحافة بالكلية هذه القضية باستفاضة واسعة وسعت هذه الدراسة للتعرف على استراتيجيات التنظيمات الإرهابية فى توظيف وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية لتحقيق أهدافها والتعرف على المضامين المقدمة بالوسائل الإعلامية لتلك التنظيمات وأهدافها التواصلية، والتعرف على الأشكال الإعلامية للمحتوى المقدم من قبل التنظيمات المتطرفة عبر وسائل الإعلام المختلفة، ودراسة مدى الترابط الاتصالى بين الأدوات الإعلامية المختلفة لكل تنظيم من التنظيمات محل الدراسة، ومعايير طرح محتوى إعلامى معين عبر إحدى الأدوات الإعلامية سواء التقليدية أو الجديدة بما يتناسب مع طبيعة كل وسيلة إعلامية، والهدف المرجو تحقيقه؛ حيث تقدم هذه المضامين رسائل غير المباشرة ترسم صورةً كاملة للتنظيم وقادته وأفراده والمناطق التى يقع بها الصراع.

أشارت الدراسة التحليلية إلى تنوع الأساليب الإقناعية التى وظفها الإعلام التقليدى لتنظيم «داعش» ما بين اللعب على الوتر الدينى لاستقطاب مزيد من المتعاطفين عن طريق إيهامهم بعودة أمجاد الدولة الإسلامية ورفع راية الإسلام فى بقاع الأرض، وتوصيف التنظيم على أنه المخلص من قمع الأنظمة الديكتاتورية الكافرة، يقبل توبة العائدين لطريق الله ويدعوهم للهجرة والمبايعة التى تعتبر بمثابة صك غفران لذنوبهم ونيل الدرجات العلى بالجنة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى