الاخبارالرئيسيةكتاب الموقعمقالات

د رمضان عرفة يكتب.. كلام في الزبالة

 

تعانى محافظة القليوبية كباقى غالبية محافظات مصر من مشكلة القمامة من سنوات كثيرة، تلك المشكلة التي تتواجد في المناطق الراقية والفقيرة علي حد سواء، فلم يعد غريباً أن ترى صندوق القمامة مكتظ ويمتد لنصف شوارع مدن المحافظة أو قد تجد قمامة بلا صندوق من الأساس والمفارقة ان كلاهما تبعث روائح كريهة وتؤدى إلي انتشار الأمراض.

ولم يخلو اجتماع للمجلس التنفيذى لمحافظة القليوبية برئاسة الدكتور علاء عبد الحليم محافظ الاقليم الا وكانت مشكلة القمامة مطروحة للنقاش للبحث عن حلول تقليدية وغير تقليدية  واعلم جيدا ان هناك جهود خارقة تقوم بها الدكتورة ايمان ريان نائب المحافظ فى هذا الملف الشائك سواء مع الجهاز التنفيذى او المجتمع المدنى او المبادرات المحلية.

وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة البيئة إلى زيادة حجم الزبالة عاماً بعد عام بشكل ملحوظ خصوصاً مع تزايد عدد السكان الذى قارب 110 مليون نسمة، وأن مايتم رفعه منها لا يزيد على النصف في حين يظل قسم كبير في الشوارع، ويرى الخبراء أن مشكلة القمامة يمكن التعامل معها جدياً عبر عمليات إعادة التدوير التي تعد نشاطا اقتصاديا في العديد من الدول، مثل الصين التي حرصت على استيراد المخلفات الصلبة مثل البلاستيك من مصر، ويضيف الخبراء أنه للاستفادة من القمامة يجب فتح استثمارات في هذا النشاط ووجود إجراءات قوية وفعالة من جانب الحكومة.

وللاسف الشديد فقد ظهرت في الأونة الأخيرة، أمراض غريبة بسبب البعوض الذي ينتشر بشكل كبير حول مستنقعات القمامة، ومن أبرز هذه الأمراض فيروس زيكا وحمى الضنك، وأكد الأطباء، أن فيروس زيكا ينتقل عن طريق البعوض ويمكن يصيب أي شخص وليس فقط المرأة الحامل، وتكون أعراضه متشابهة تماما مع أعراض الأنفلونزا؛ من رشح، و ارتفاع في درجة الحرارة، و ألم في العظام، و طفح جلدي، و التهاب في العين، لكنه يمثل خطورة بالغة على الصحة.، وأوضح الأطباء، أن أهم طرق الوقاية هي المحافظة على البيئة من تجمعات القمامة أو المستنقعات للقضاء على البعوض تمامًا.

ان مشكلة الزبالة مسئولية الجميع من مواطنين ومن جهاز تنفيذى ومجتمع مدنى وعلينا الا نحمل المسئولية لطرف واحد دون باقى الاطراف الاخرى لان الكل مشارك فى هذه الجريمة التى ترتكب فى حق الوطن.

وفى بنها العاصمة السياسية لمحافظة القليوبية تظهر قطعان الخرفان وتجوب فى كل بقاع المدينة للبحث عن الطعام بتجمعات القمامة الى جانب انتشار النباشين  وهذه المشكلة اساءت الى الوجه الحضارى للمدينة اما فى العاصمة السياحية والمعروفة بالقناطر الخيرية فحدث بلا حرج عن الزبالة المنتشرة بشكل فج بسبب بعض المسئولين وبعض المواطنين معدومى الضمير وكذلك الامر بالعاصمة الصناعية بشبرا الخيمة واصبحت القمامة قنبلة موقوته تنذر بكارثة.

إن مشكلة القمامة لمن لايعى هى مشكلة أمن قومى، لأنها تعكس قيمة وسلوك وأخلاقيات شعب يتحدث عن بناء دولة مختلفة، وعدم حلها يعنى أن هناك خللاً كبيراً يجب أن نتجاوزه بسرعة، وإلا فعلينا بالصمت

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى