أحزاب ونواب

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب مايا..وختان الاناث

 

قرات مقالا نشر بجريدة الاهرام بتاريخ 16/6/2019 للدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمراة،تحت عنوان(ختان الاناث..وخيانة العهد).

ولروعة ما بة من كلمات ومعاني ورفعة قيمتها في شان مناهضة العنف ضد المراة وختان الاناث،سوف اوجزه للقارئ في نقاط محددة من عدة جوانب:

اولا- من الجانب الديني والاخلاقي:

تستنكر الدكتورة مايا اقدام الاباء و الامهات علي ارتكاب جريمة الختان في حق بناتهن،وهم المأتمنون علي صحتهم وحياتهم،وذلك بدعوي ان هذا الفعل يوافق قواعد الشرع الاسلامي،رغم خلو القران الكريم و السنة النبوية المطهرة من اي نص يتضمن الاشارة الي ذلك،كذا عدم ورود ما يفيد ان الرسول (ص)قام بختان احدا من اهل بيتة.

ايضا ما ورد من فتاوي للكثير من علماء المسلمين ومفتوا الديار المصرية وشيوخ الازهر ورجال الكنيسة علي مر السنوات،من ان الختان  ليس قضية دينية انما هو من قبيل العادات الاجتماعية.

ثانيا- من الجانب الصحي والطبي:

اوضحت الدكتورة مايا الاضرار الجسدية والنفسية التي تتعرض لها الطفلة جراء هذة العادة السيئة،والتي ادت الي حدوث وفيات لعدد من الاطفال،كما اوضحت انة لا يجوز للاطباء قانونا اجراء عمليات ختان الاناث وذلك وفقا لقرار وزير الصحة رقم 271 لسنة 2007،ومخالفة هذا الفعل لاداب مهنة الطب.

ثالثا- من الجانب الاجتماعي:

اشارت الدكتورة مايا الي ارتفاع نسبة الختان في الريف عن نسبتة في الحضر من الفئات العمرية المختلفة.

كما تعرضت الي ذكر واقعة وفاة الطفلة بدور،نتيجة لهذا الفعل اللاانساني في 14 يونية سنة 2007 ،وهو ما جعل الدولة تعتبر هذا التاريخ يوما وطنيا لمناهضة ختان الاناث.

كما نوهت الي ما اصدرتة وزارة الصحة من قرارات بحظر اجراء الختان في المستشفيات و الوحدات الصحية،مرورا الي عقد المؤتمرات الدولية وبرامج المبادرات الوطنية لمناهضة هذة الممارسة.

كذا اشارت الي دور عدد من رائدات العمل النسائي في مصر،التي ناهضن هذا الفعل ومنهن ماري اسعد وعزيزة حسين والسفيرة مشيرة خطاب.

رابعا- من الجانب الرسمي والوطني:

اكدت الدكتورة مايا علي دور وزارة الدولة للصحة والسكان عام 2009 في الوقوف ضد هذة الممارسة،واطلاقها لبرنامج قومي لتمكين الاسرة ومناهضة الختان والذي ادي الي انخفاض نسبة الختان خاصة في قري صعيد مصر.

وايضا صدور الاستراتيجية القومية لمناهضة ختان الاناث 2016/2020 والاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد النساء و الفتيات عام 2015 ،واعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2017 عاما للمراة،واقرارة للاستراتيجية الوطنية لتمكين المراة المصرية 20/30 والتي تهدف في احد محاورها الي القضاء علي ظاهرة العنف ضد المراة وختان الاناث.

خامسا- من الجانب الاعلامي والقانوني:

تناولت الدكتورة مايا مدي اهتمام الاعلام بمكافحة هذة الظاهرة وتنوع اساليب واشكال الاعلام وتاثيرة في الراي العام،مع ظهور الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

كذا تعرضت الي ما شاهدتة الاونة الاخيرة من حراك في مواجهة جريمة الختان علي مستوي تطبيق القانون،من صدور حكم بغلق  احدي المستشفيات والغرامة واحالة المشاركين في الختان الي المحاكمة.

سادسا- من الجانب السياسي والدستوري:

اكدت الدكتورة مايا علي ان الامل في مستقبل افضل لن يتحقق دون ارادة سياسية وهو ما تحظي بة مصر والمراة المصرية حاليا،بفضل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي،و الذي قام بتكليف الحكومة بتبني استراتيجية وطنية لمكافحة العنف ضد المراة،وتكليفها بوضع تشريعات مناسبة لحماية المراة من كل اشكال العنف الجسدي و المعنوي وقد اشارت الي تشارك اجهزة الدولة ووزاراتها المتعددة في هذة الاستراتيجية ضمانا لنجاحها.

هذا فضلا عن التزام الدولة المصرية الدستوري بحماية حقوق المراة و الطفل من اشكال العنف (مادة 11 و مادة 80 من الدستور المصري).

الخلاصة:اعتقد ان ما ورد بمقال الدكتورة مايا هو شرح وافي لقضية ختان الاناث،ونداء بلسان سيدة ام الي قلب وعقل كل اب وام يريدن حماية بناتهم،مع ضرورة معرفة ان هذا الختان ما هو الا عادة اجتماعية سيئة،لا علاقة لها من قريب او بعيد بالدين الاسلامي او المسيحي، وما لة من اضرار صحية جسدية ومعنوية لاطفالنا واثار خطيرة علي مستقبلهم وحياتهم.

ان هذا الفعل مجرم قانونا وتحاربة الدولة،التي يلزمها الدستور المصري بمناهضة العنف ضد المراة وختان الاناث،لمعارضة هذة الافعال لحقوق الطفل والانسان.

كل الشكر للمجلس القومي للمراة ولرئاستة منذ انشائة وفروعة بالمحافظات وللدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس الحالي لتبني قضايا المراة،والاهتمام بتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا،مقدرين مدي النجاح الذي تحقق بفعل هذا المجلس في السنوات القليلة الماضية و الذي يفوق ما تحقق في مجال مناصرة المراة علي مدي اكثر من 1400 عام.

مع تمنياتي للمراة المصرية بالتحرر والتقدم والمساوة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى