الرئيسيةكتاب الموقعمقالات

أحمد عبد الكريم يكتب إشراقة “أصدقائي العصافير .. شكرا”

لنا جارة تقوم بوضع فضلات الطعام علي سور بلكونة شقتها كطعاما للعصافير .. وكل صباح تتجمع العصافير علي سور البلكونة لتأكل هذه الفضلات .. وأثناء ذلك تتساقط الكثير من هذه الفضلات علي السيارات المركونة أسفل العقار .. وعندما يحضر صاحب السيارة يجد أنها اصبحت ” متسخة ” بهذه الفضلات ويظل يدعوا علي المتسبب في هذا ..
هذا المشهد يتكرر يوميا مما لفت نظر سكان العقار المجاور الذين قاموا بدورهم للفت نظر الجارة التي أصرت علي موقفها بحجة أنها بعمل ثواب بتقديم طعام للعصافير .. ونصحها الجيران عشرات المرات بأن هذا العمل يؤذي جيرانها من أصحاب السيارات الذين يقومون بوضع سياراتهم أسفل العقار أو حتي ولو كان القادم غريبا وأضطر إلي ركن سيارته لبعض الوقت .. ولكن ذهبت توسلات الجيران أدارج الرياح وظلت الجارة علي موقفها قائلة : اللي يدعي يدعي أنا بقوم بفعل الخير .
قد يبدو الأمر بسيطا ولكنه يثير قضية في غاية الأهمية إلا وهي ..
” درء المفسدة مقدم علي جلب المنفعة ” ..وهذه قضية فقهية بمعني انك قمت بمنع عمل قد يؤذي الغير يكون هذا أولي ومقدم علي فعل منفعة ما وهو ما ينطبق علي فعل هذه الجارة لانها لو أمتنعت عن وضع فضلات الطعام علي سور بلكونة شقتها سيكون هذا افضل لها وبالتالي منعت الأذي والمفسدة عن الأخرين .
ومع أصرار هذه الجارة علي موقفها ..فوجئت بمجموعة من العصافير يتقدمهم عصفوري الصغير يقفون علي حافة نافذة مكتبي وينقر عصفوري علي زجاج النافذة فالتفت إليهم وإبتسمت لأن عصفوري هذا يأتي إلي نافذتي كلما كان هناك أمر ما يريد أن يخبرني به ..احسست بأنه يريد أن يقول لي هو ومجموعة العصافير : أرجوك لا تغضب منا فنحن نتجه إلي رزقنا حيث وجدناه .. قلت لأصدقاء العصافير .. شكرا فالذنب ليس ذنبكم فطاروا مغردين بأصواتهم الجميلة

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى