كتاب الموقعمقالات

حمدي ابوالعنين يكتب : إلي من يقولون الثورة مستمرة  ؟!

 

الثورة مستمرة مصطلح تبنته العديد من التيارات الثورية والسياسية بل وتباهت به رغم عدم منطقيته، فلايمكن أن تكون الثورة حالة مستمرة فهي أداة طارئة للتغيير، فمن نادوا بهذا الشعار المضلل اختفوا عن المشهد ولم يخبرونا هل توقفت الثورة أم مازالت مستمرة وإلي أين وصلت؟ أتذكر هنا قيادات مايسمي بجبهة الإنقاذ التي ضمت من هم فوق الستين فصاعدا أيام حكم التنظيم الإخواني وما كانوا فاعلين في اجتماعاتهم وبياناتهم وظهورهم الإعلامي المكثف، بينما أجيال الشباب كانت قد سبقتهم إلي الشوارع والميادين في حركة وديناميكية فعالة ، منذ تلك اللحظة كانت عملية الانفصال الفكري والحركي بين الشباب الثائر علي حكم الإخوان ومناضلي الثورات الفوتوغرافية قد تمت دون رجعة.

قوة مصر وعنفوانها المتمثل في أجيال شبابها المتجددة فرضت إرادتها وقرارها طوال حكم الإخوان مرورا إلي ٣٠ يونيو وصولا إلي الاستحقاق الرئاسي لتصطف في طوابير اختيار مرشحها القادم من خلفيته العسكرية، لتظهر علينا من جديد مجموعات المعاشات الثورية لتروج مقاطعة الشباب لتلك الانتخابات لمجرد أن من شارك بصوته في تلك الانتخابات من غير المشهورين بالفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي أو مقاهي وسط البلد.

إذن نجح المرشح المنتظر بأغلبية ساحقة ماكانت لتتحقق إلا بمشاركة كتل تصويتية لأعمار شبابية متفاوتة، وبعد نجاحه قرر الرئيس الفائز مواجهة مستقبل وطنه الذي لن يكون فيه نصيب إلا لشبابه فتبني بنفسه ورعايته مبادرة مؤتمر الشباب الذي انعقد في ثلاث دورات متتالية خصص فيها الرئيس أياما متتالية من وقته مستمعا ومشاركا علي الهواء مباشرة للشباب من مختلف الأعمار والمحافظات، يقينا فكرة المؤتمر كمبادرة رئاسية قد اختمرت في مخيلة الرئيس بعدما تمكن الإحباط من مجموعات شبابية تعرضت للخداع باسم الثورة لتجد نفسها متروكة في مفترق الطريق لا تحمل من ثورتها وحلمها إلا عنوانا أعلي لافتة مهملة تحمل عبارة ( شباب الثورة)،الرئيس قرر أن ينطلق نحو شباب وطنه وذخيرته الحية حاملا يقينه الوطني بشعار ( الدولة مستمرة)، وعلي مدار دوراته الثلاث انعقد مؤتمر الشباب الذي خلق حالة من التواصل المعلن بين الكوادر الشابة ورئيسها وحكومتها، وإذا كنت من المتابعين لجلساته فلابد أنك اكتشفت إصرار الرئيس وعن كثب علي استغلال حالة العلانية لممارسة النقد الذاتي لنفسه ولحكومته، كما أن جلسات المؤتمر تضع وزراء الحكومه تحت المجهر المباشر وتختبر قدراتهم علي التواصل الجماهيري وعلي عرض أفكارهم، كما تمنح القيادة فرصه عمليه لإعادة التقييم.

لاتنشغل بتلك الأصوات التي تحاول إعادة استخدام أفكارها المستهلكة من أعلي طاولات مقاهي المعاشات. وإذا كنت لاتعلم الكثير عن كواليس الفكرة التي تحولت لواقع فلتعلم أنها صناعة شبابية خالصة شارك في صياغتها وناضل من اجلها المخلصون من الشباب المحيط بالرئيس داخل وخارج مؤسسة الرئاسة، وإذا قدر لك الحضور بأحد المؤتمرات ستجد هذه الطليعة الشبابية تتابع وتدير ثمرة نتاجها الفكري بعدما تحول لواقع قومي، علي قدم وساق تقف تلك الطليعة لتعيد تقييم ذاتها في كل مرة لتعود بعد كل مؤتمر بأفكار وانطباعات جديده لا تلبث ان تتحول فوريا إلي ملفات وأفكار مكتوبة بأقلام شابة وتقدمها أياد شابة لتأخذ صدارتها علي مكتب الرئيس

مباشر القليوبية

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى