الاخبار

..فى العيد ال”29″ لنياحته : ..تلاميذ الأنبا مكسيموس المطران ينثرون عطر قداسته فى نهضته

كتب /مدحت منير

تنفيذا لتعليم الكتاب المقدس فى رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين  “اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله إنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم” (عب 13 :7 ) أقامت إيبارشية بنها وقويسنا برئاسة نيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا على مدار يومين نهضة روحية للقديس مثلث الطوبى الأنبا مكسيموس المطران “الشهير بملاك أتريب” بمناسبة العيد ال”29″ لنياحته وقد إشتمل اليوم الأول للنهضة على كلمات لبعض تلاميذ القديس الذين فتحوا خزينة ذكرياتهم لينثروا بعضا من عطر قداسته وهم القس أبانوب زكى راعى كنيسة الشهيد أبانوب ببنها والدياكون يوسف موسي والشماس الإكليريكى منير طياب ونستعرض فى السطور التالية بعض ذكرياتهم :

..هاتيجى وتتعشى :

فى البداية قال القس أبانوب زكى راعى كنيسة الشهيد أبانوب ببنها أن كاهنا من شبرا يدعى القمص داود نبيل جاء ليصلى قداس عيد الغطاس بكنيسة القديس نيقولاوس ببنها حيث لم يكن قد رسم لها كاهن بعد وكان بصحبته زوجته وإبنه وقبل القداس ذهب لأخذ بركة سيدنا وقال له “بعد إذنك يا سيدنا أنا بعد القداس بإذن الله هاخد مراتى وإبنى ونروح على البيت على طول ” فقال له سيدنا “لأ..هاتيجى وتتعشى ” وكررها له 3 مرات وقبل أن يذهب الكاهن للصلاة قال للأستاذ فكرى رياض الذى كان وقتها يقود سيارة سيدنا “من فضلك شوف عربيتى فيها إيه لأنها كانت بتقطع وأنا جاى” وبفحص السيارة تبين أن بها عطل وكان يوم جمعة ولا يوجد ميكانيكى لإصلاحها وصعدنا لسيدنا لإخباره بعطل السيارة فطلب منا عدم إخبار الأب الكاهن بما حدث حتى لا ينشغل ذهنه بأى شئ خلال القداس وهكذا تحققت كلمة الأنبا مكسيموس المسجلة فى السماء وعاد أبونا من القداس ليعرف بعطل سيارته فتعشى هو وأسرته مع سيدنا وفى اليوم التالى إنصرف هو وأسرته فى مواصلات ثم عاد لبنها ظهرا وكنا قد أصلحنا سيارته

..مين دى؟ :

ثم تحدث الدياكون يوسف موسي عن بعض فضائل الأنبا مكسيموس المطران وأهمها البساطة وعدم محبة القنية والعطاء بسخاء مستشهدا ببعض معاصريه من الأباء الأساقفة وللتدليل على شفافية هذا القديس قال أن سيدنا كان يزور شقيقه القاطن بمنطقة أرض النعام ولاحظ خلال جلوسه مع الأسرة وجود شابة ليست من الأسرة فقال سائلا “مين دى؟” فأجابوه “دى الشغالة ” وعندما رأها مرة أخرى تمر أمامه كرر سؤاله “مين دى؟” فأجابوه بنفس الإجابة ولما سألهم “وجايبينها ليه ؟” قال له شقيقى أن زوجته مريضة و”بتتعب من شغل البيت” فقال سيدنا “الشغل ما بيتعبش ده الشغل كويس” وبعد أيام من زيارة سيدنا إكتشف أخى أن الشغالة “ماشية مشى بطال” وعلى علاقة أثمة بشاب من المنطقة وكان الأمر سيتطور لكارثة فتذكر كلمة سيدنا الذى إستنكر وجودها وسأل أكثر من مرة عندما رأها “مين دى؟” و”جايبينها ليه؟” فقام بطردها وتسليمها لوالدها قبل حدوث المشكلة

..الأنبا مكسيموس نموذج للقديس بالمفهوم الأرثوذكسى:

وعقب إنتهاء الدياكون “يوسف موسي” من حديثه كان الوقت قد حان ليتحدث الشماس الإكليريكى “منير طياب” المعروف بحرصه الشديد على نشر سيرة الأنبا مكسيموس المطران وتوثيق كل ما يتعلق به للأجيال القادمة بالكلمة والصورة فبدأ حديثه معرفا معنى “القديس” فى المفهوم الأرثوذكسي بأنه ليس هو فقط صانع المعجزات أو الذى لم يتحلل جسده بل هو “الإنسان السائر المجاهد فى طريق القداسة هو رجل الله الذى تظهر فيه وبه قوة الله ” مؤكدا أن هذا المفهوم ظهر جليا واضحا منذ بداية الكنيسة فى حياة الأباء الرسل الأطهار فى جهادهم الذى أيده الله بالأيات كوعده الصادق “إن هذه الأيات تتبع المؤمنين” مشيرا أن الكنيسة إتسمت من البداية بسمة القداسة لذلك دعى كل المؤمنين قديسين لأن القداسة ليست هى عمل المعجزات فحسب بل هى الحياة المسيحية التى تتوافق جزئياتها وكلياتها مع وصايا الرب له المجد بحيث تفوح منها رائحة المسيح الذكية بلا تكلف وبلا رياء مؤكدا أن مفهوم القديس الذى أشرنا إليه ينطبق تماما على القديس الأنبا مكسيموس المطران

وتابع “طياب” حديثه راويا عدة مواقف فى حياة القديس منها أن الأنبا مكسيموس المطران كان يطلب من الله أن تضاف إلى كنيسة السيدة العذراء ببنها كنيسة أخرى بإسم القديس ماريوحنا الحبيب وفى عيد إستشهاد القديس مارجرجس صلى القداس بكنيسته بقرية كفر عطا الله وعقب عودته قالوا له الخدام  “إمضى العقد لقطعة الأرض الخاصة بكنيسة ماريوحنا ” بعد أن ظلت سنوات على أعمدة خشبية فقط وبعد ذلك – كما روى المهندس أكرم فوزى – حضر سيدنا إجتماع لأعضاء المجمع المقدس برئاسة مثلث الرحمات البابا شنودة بالقناطر الخيرية لمناقشة بعض المشاكل وعندما عاد سأله المهندس أكرم عن ما دار فى الإجتماع فقال له “معظم الأساقفة طلبوا من رئيس الجمهورية تصاريح ببناء كنائس “فسأله “ألم تطلب تصريح لبناء كنيسة ماريوحنا؟” فقال له الأنبا مكسيموس بغضب “إحنا نطلب من ملك أرضى ..إحنا بس نصلى له ونطلب ما نحتاجه من الملك السمائى” وبالفعل تم بناء الكنيسة وظللنا نصلى فيها حتى صدر لها التصريح الرسمى بعد نياحة نيافته بشكل معجزى من الملك السمائى كما قال بفمه الطاهر بالضبط

..سيدنا بعتله مارمينا:

ويتابع الشماس الإكليريكى “منير طياب” حديثه ليروى معجزتين شفاء إحداهما لطفل يدعى “مينا ” حضر عمه لسيدنا بالمطرانية ليقول له أن إبن شقيقه على وشك الموت ورجا الأنبا مكسيموس ليصلى لأجله فقام نيافته بإعطائه قطنة بها زيت من دير مارجرجس بميت دمسيس قائلا له “إدهنله بيها وإن شاء الله هايخف” ويروى الخادم الذى نزل من الدور العلوى للمطرانية لتوصيل الضيف أنه صعد ثانية ليجد سيدنا يخاطب صورة القديس مارمينا قائلا له “مينا تعبان ..مينا تعبان سايبه ليه؟” وبعد يومين عاد الضيف وكان الأنبا مكسيموس غير موجود ليقابله نفس الخادم فقال الرجل “خسارة إن سيدنا مش هنا لأنى كنت عاوز أقوله إن “مينا” شفى تماما” فرد عليه الخادم “أصلك ما تعرفش ..سيدنا بعتله مارمينا”

أما المعجزة الثانية فكانت لطفل يدعى “مينا نبيل ” أصابته حمى شديدة وهو رضيع وكان على وشك الموت  فذهب به أهله إلى الأنبا مكسيموس فى الخامسة من مساء أحد الأيام ليصلى له فما كان منه إلا أن قال “روحوا لأبونا لوقا يعمده فورا معمودية إستثنائية ” وهذا ما حدث وبعد المعمودية تحسن “مينا” بسرعة وشفى تماما ولم يعاوده المرض بعد ذلك حتى الأن

وإختتم “طياب” حديثه بالتدليل على مدى إهتمام القديس بخلاص النفوس وأنه لم يكن يعتمد على حكمته بل حكمة السماء وأنه كان يأخذ من الله ويعطى الشعب روحيا ونفسيا وماديا أيضا وكان مبدأه “أن لاينام وجائع فى المدينة ” مرددا “إشباع جائع خير من إقامة الموتى”

وفى اليوم التالى للنهضة تحدث الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا عن حياة القداسة والقديسين ثم أقيم فى اليوم التالى للنهضة قداس إلهى فى عيد القديس ترأسه الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا

..هذا ولا زال مزار العظيم فى المطارنة الأنبا مكسيموس المطران ملجأ لكل من يمر بضيقة أو يرجو شفاء من مرض أو يريد معونة سمائية للتغلب على خطيئة محبوبة ولا زالت المعجزات تتوالى بشفاعته المقبولة أمام عرش النعمة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى