كتاب الموقعمقالات

د رمضان عرفة يكتب.. تنظيم الاسرة وبطاطس عمرو أديب

علق الإعلامي عمرو أديب، خلال تقديم برنامج الحكاية، المُذاع عبر فضائية إم بي سي مصر على إعلان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء ، بأن شهر أكتوبر الماضى شهد مولد 230 ألف نسمة، قائلًا: هتأكلوهم بطاطس منين؟ وياكلوا منين؟ ويتعلموا فين؟ محدش يقول الصين مليار، لا ثقافتك مثل الصين ولا بتشتغل مثلهم.
هذه الرسالة الاعلامية التى قدمها الزميل عمرو اديب فى منتهى الخطورة وبعيده كل البعد عن المهنية وتتعارض مع الكثير من العقائد الدينية والقيم الاجتماعية الراسخة لدى قطاع كبير من الشعب المصرى، فالأرزاق بيد الله وزيادة السكان تعتبر قوة وليست ضعف فهذا الخطاب ينظر الى المشكلة السكانية وكان المسئول عنها هو المواطن فقط مما يجعل هذا النوع من الرسائل الاعلامية يضر بالقضية السكانية ويخلق رأى عام ضد جهود الحكومة فى هذه القضية الخطيرة، والناس فى النهاية ستنتصر لأفكارها حتى لو كانت خاطئة، لرفضها التوجيهات بهذا الشكل، فهذا الخطاب لم ينجح فى الماضى، ولن يحقق النجاح فى المستقبل لو قدم مرة أخرى.
فالخطاب الاعلامى لابد ان يبنى الثقة بين الشعب والحكومة ويوضح ان حل المشكلة السكانية مسئولية الجميع وان الحل ليس فى تقليل النسل فقط، ولكن استغلال الطاقة البشرية، فالمصريون يعيشون على نسبة لا تتعدى ال 7% من إجمالى المساحة الكلية، و الحل يتمثل فى تصحيح المفهوم الدينى لمعنى الأكثرية والإنجاب، إلى جانب البحث عن بدائل اقتصادية، واستغلال القوى العاملة، وتوجيه المصريين نحو المدن الجديدة، بشرط إنشائها متكاملة من حيث المرافق حتى تشجع المواطنين على الاستمرار فيها.
وطبقا للتعداد السكانى الاخير فى عام 2017 فان عدد سكان مصر بلغ 104.2 ملايين نسمة لتصبح في المركز الثالث عشر عالميا في تعداد السكان، حسبما أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، من بينها 94 مليونا و798 ألفا و827 نسمة في الداخل، و9.4 مليون نسمة يعيشون خارجها، بزيادة قدرها 22 مليونا في السنوات العشر الأخيرة.
وبلا شك فان المشكلة السكانية تعتبر على رأس المشكلات الاجتماعية ذات الاثار السلبية المتعددة الابعاد التي تواجهها مصر حاليا بسبب ارتباطها الشديد بالاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة كما انها تؤثر بصورة مباشرة على جهود التنمية.
وتعتبر مصر من اكثر الدول معاناة من اثار المشكلة السكانية بابعادها الثلاثة ، النمو السكاني المتزايد، وسوء التوزيع السكاني، وتدني مستوى الخصائص السكانية .
نعلم ان الحكومة تبذل جهدا كبيرا لمواجهة المشكلة السكانية ولكن لابد ان يكون هناك تنسيقا اوسع بين كافة الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدنى فى هذه القضية وان يتم صياغة خطاب اعلامى جديد يواكب التطور التكنولوجى فى وسائل الاتصال الجماهيرية ووسائل التواصل الاجتماعى بالاضافة الى الاتصال المباشر الذى يعتبر من اهم الادوات الاعلامية لمواجهة الزيادة السكانية

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى