الرئيسيةكتاب الموقعمقالات

أحمد عبد الكريم يكتب “اشراقة الصباح”…لا تحزن يا صديقي

جاءني صوته عبر الهاتف مفعما بالحزن و المرارة.. و سألته لماذا صوتك حزينا؟
اجاب قائلا : لقد توفي صديق لي كان من أعز أصدقائي.. كان يحمل قلبا من أنقي القلوب و أطهرها.. صاحبته أكثر من ثلاثين عاما لم أر منه الا كل خير.. و ما أحزني و أبكاني أكثر أنه طلبني قبل وفاته بعدة ايام و طلب مني زيارته لانه يريد ان يراني.. و لكن للاسف الشديد حلت ظروف لتلبية دعوته علي الفور.. لعنة الله علي هذه الظروف التي منعتني عن زيارت.
قلت له : يا عزيزي انها ارادة الله و اللقاء نصيب و لا نعلم اين الخير..
و لكن يا صديقي كلماتك ايضا تحمل طابع المرارة.. ما سببها؟
اجاب بعد ان اجهش بالبكاء : صديقي هذا كان موظفا مرموقا و أحب أمرأة و تزوجها و أثمر هذا الزواج عن ابن و ابنة.. و كانت الزوجة تدلل ابنها تدليلا اكثر من اللازم و كلما نصحها ان هذا التدليل سيأتي بنتيجة عكسية.. و بالفعل مع مرور السنوات أصبح الابن يتطاول علي والده و امه تشجعه علي ذلك
و كانت ابنته تخفف عنه ما يشعر به من مرارة.. و تخرج الابن من الجامعة و اصبحت الزوجة في مركز مرموق و زادت اهانات الابن و الزوجة لصديقي الذ لم يتحمل لان مشاعره كانت في منتهي الرقة.. و اصيب صديقي بجلطة في المخ اسفرت عن شلل نصفي في الجانب الايسر.. و هو في تلك الظروف الصعبة لم تتحمله زوجته حتي خرج من شقته التي اشتراها بمليون جنيه و كتبها باسمها.. خرج و أقام مع شقيقته التي كانت تراعيه.. بينما سافر ابنه الي احدي دول الخليج للعمل بها..
توقف محدثي برهة و تنهد تنهيدة طويلة و استكمل كلماته قائلا : ثم كان الخبر الذي احزنني.
قلت له : لا تحزن يا صديقي.. لقد استراح صاحبك من زوجته الجحودة و ابنه العاق.. هو اصبح الان في مكان اعظم و اجمل من المكان الذي نعيش فيه الان.. و اما الابن العاق و الزوجة الجحودة فحسابهما علي الله و الله اعلم بمصيرهما و تأكد انهما لن يفلتا من عقاب الله في الدنيا و الاخرة..
يا صديقي.. رحم الله صديقك و لعل في قصته دروس كثيرة يجب ان يستفيد منها الجميع.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى