مناسبات

ماريوحنا ببنها تحتفل بالذكرى الـ16 لراعيها ومؤسسها القمص بيشوى فؤاد

كتب /مدحت منير:
 
وسط حضور شعبي يعكس حالة خاصة من الارتباط بين الراعي الأمين الصالح ورعيته، احتفلت كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها بالذكرى الـ”16 “لنياحة راعيها ومؤسسها القمص بيشوي فؤاد وقد أقامت الكنيسة قداس خاص لروحه الطاهرة.
 
يُذكر أن هذا الراعي البار ولد في القاهرة يوم 20 / 6 /1935 باسم طلعت فؤاد، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية من جامعة القاهرة عام 1965 ثم عمل بالتدريس.
 
وكان من أشهر مدرسي اللغة الإنجليزية، وفي عام 1970 بدأ التفكير في شراء قطعة أرض؛ لإقامة كنيسة تخدم منطقة بنها الجديدة فوقع الاختيار على قطعة أرض كانت قد بنيت على أنها مصنع للبلاط وكان السقف من خشب الاسبستوس المعلق على عروق خشب.
 
وقد قام فريق عمل متكامل لتجهيز المكان فى مقدمته طلعت فؤاد مدرس اللغة الانجليزية “القمص بيشوى فيما بعد” وشقيقه المهندس جمال فؤاد “القمص كيرلس ببورسعيد فيما بعد” وادوارد صادق “القس شنودة صادق بطنطا فيما بعد” وبعد انتهاء العمل أقام مثلث الرحمات الانبا مكسيموس المطران أول قداس بها ثم تمت رسامة طلعت فؤاد كاهنا عليها باسم “القس بيشوى”في 10 /9 /1971 وخدم الكاهن الجديد في تلك الكنيسة التي كانت مياه الأمطار تدخلها في الشتاء بسبب السقف الصاج ولم يتذمر حتى تم بناؤها.
 
وفي عام 1994 تمت ترقيته قمصا بيد الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وتحولت الكنيسة على يديه إلى ملجأ للكثيرين ومن الأشياء التي كان رائدا فيها إقامته للقداسات اليومية في الأصوام وتـأسيس أول حضانة في كنائس بنها واهتمامه بالأطفال اهتماما بالغا لأنه كان يرى فيهم مستقبل الكنيسىة واهتمامه بالفقراء وعدم بخله عليهم وكان بابه مفتوحا لكل محتاج في بنها وكل الإيبارشية.
ومن يطرق بابه من الأحباء المسلمين.
وكذا اهتم بزواج البنات الفقيرات والبيوت المستورة التي لايعرفها سواه، أيضا لم ينسَ للحظة افتقاد الأرامل والأيتام وكان يقضي يوم العيد في زيارتهم على اعتبار أن هذه هي الديانة الطاهرة التي تحدث عنها يعقوب الرسول “يع 3: 27” وكذا اهتم بالشباب وباعداد الخدام وخدمة السجون وزيارة المساجين بشكل منتظم
 
كان القمص بيشوي فؤاد مدرسة كهنوتية وانجيل معاش وأيقونة للرعاية وبذل الذات حتى آخر نفس لراحة الآخرين وبعد خدمة مباركة لمدة 31 عاما تنيح بسلام في 17 / 10/ 2002 وقد رثاه الناشط الحقوقي والكاتب الصحفي مجدي خليل بجريدة “وطني” في مقال مطول حمل عنوان “نياحة كاهن أمين القمص بيشوي فؤاد راعي كنيسة ماريوحنا ببنها “تعرض فيه لظروف بناء الكنيسة ومعاصرة راعيها لتلك الظروف العصيبة واكتوائه بنيران بعض الحاقدين لايقاف البناء وتذرعه بالصبر والإيمان والصلاة وهي ذات الصفات التي لازمته طوال خدمته المثمرة، والتي نلمس ثمارها يوميا في الكنيسة التي أسسها وتلاميذه من الكهنة والخدام الذين ارتوا من نبع محبته وأبوته.
 
أبونا بيشوى ..ملجأ المحتاجين :
 
يقول الكتاب المقدس عن إخوة الرب من المحتاجين “كل ما تفعلوه بأحد إخوتى الأصاغر فبى قد فعلتم “مت 40:25” وفى موضع أخر يقول “الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هى هذه إفتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم ” “يع 1:27” لم تمر هذه الأيات على هذا الراعى الأمين مرور الكرام بل كانتا دعامتى خدمته لإخوة الرب من المحتاجين على أى مستوى فكان يهتم بإحتياجاتهم على مدار السنة من مأكل وملبس وكل ألوان المعيشة وكان فى زواج بنات هذه الأسر يشترى لهن الذهب وأفخر الملابس للجهاز مرددا “هما مش أقل من الناس”وكان يطالب القادرين بسداد إحتياجاتهم سواء من داخل بنها أو خارجها بل كانت تصله شيكات تبرعات من أقباط المهجر الذين يعلمون بما يفعله لذا كانت الشيكات والتحويلات تصل بإسمه شخصيا وليس بإسم مطرانية بنها وقويسنا ولا حتى بإسم كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها وكان فى عطائه لا يفرق بين المسيحيين وغير المسيحيين وكان هذا معروفا عنه فكان يأتى إليه الكثير من المسلمين فلم يكن يرد أيا منهم وكأنه كان راعيا للمسيحيين والمسلمين أيضا بل كان يحتفظ معه بكيس خاص لإخوة الرب فكأنه يحمل صندوق متنقلا لتلبية الإحتياجات الفورية بعيدا عن الشكل الرسمى ولجان الكنيسة التى قد تؤخر المساعدة أو تلغيها لسبب أو لأخر
 
أبونا بيشوى ..عاشق الأطفال :
 
كان أبونا بيشوى شيخا يحيا بقلب طفل بكل ما تحمله هذه العبارة من مشاعر أبوية تفيض حنانا وحبا فكان يحب الأطفال جدا ويحتفظ بالحلوى فى مكتبه ليوزعها على الأطفال الصغار وكان يوميا يذهب إلى دار الحضانة بالكنيسة ويقضى مع الأطفال فترة يعطيهم فيها حبه ويعطيهم الحلوى وكان يقضى صباح العيد مع الأطفال فى الكنيسة يعطيهم العيدية من النقود الجديدة التى كان يحضرها خصيصا لهم فيفرحون ويفرح معهم واضعا نصب عينيه قول السيد المسيح “دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات “مت 19 :14 “
 
أما بصماته الخاصة جدا فى خدمات المغتربين والمغتربات وخدمة الإفتقاد وخدمة المذابح والقداسات وخدمة السجون وخدمة السجون وحل المشاكل الأسرية وإنقاذ عشرات البيوت التى كانت على وشك الإنهيار فتحتاج كل منها إلى عشرات السطور والمقالات التى لاتتسع لها هذه العجالة لكن لا شك أننا سنتطرق لها فى أى مناسبة نتحدث فيها عن كنيسة ماريوحنا الحبيب التى أصبح إسمها وإسم المتنيح القمص بيشوى فؤاد بمثابة وجهين لعملة واحدة لا يذكر أحدهما إلا ويذكر الأخر تلقائيا .
ربنا يسامحهم :
في ذكراه الـ16 يروي لنا نجله ميشيل طلعت فؤاد “مهندس بري القليوبية” : “لا أذكر أنني كنت أرى والدي إلا نادرا فقد كان يخرج مبكرا جدا مع أول خيوط أشعة الشمس قبل إستيقاظنا للذهاب لمدارسنا ويعود ونحن نيام وكان هذا يعود لحرصه على افتقاد كل البيوت وحل كل المشاكل بأنواعها.
 
وفي صلوات الخدمات وأبرزها صلاة تبريك المنازل التي تقام عادة في كل البيوت أيام الصوم الكبير كان لا يقبل تبرعات للكنيسة إلا لمن يشعر أنه قادر على هذا أما الأسر المستورة و الفقيرة فقد كان هو الذي يتبرع لهم من جيبه الخاص عقب الصلاة.
 
ويضيف “ميشيل”: إنني كنت أحيانا أسير في الطريق معه فيقوم بعض الغوغاء بتحريض الأطفال ليجروا ورائه ويقذفونه بالطوب قائلين “الكنيسة خربت والقسيس مات” وكنت أسأله التوقف للرد عليهم بهدوء فكان يقول لي”سر في الطريق ولا تلتفت لهم ..ربنا يسامحهم”.
 
وكان مثلث الرحمات القديس الأنبا مكسيموس المطران يحبه لدأبه في الخدمة وحبه للعطاء بأنواعه والذي جعل شعب الإيبارشية كلها وليس كنيسته فقط يحبه وأيضا كثير من إخوتنا المسلمين، حيث كان يعطي الجميع بلا تفرقة أما عن ما تحمله من مشاكل خلال فترة إنشاء الكنيسة فلا تتسع هذه العجالة لذكر تفاصيله.
 
 
أبونا بيشوى ساعدنى فى زواج بناتى :
 
ذكر المتنيح القس أثناسيوس ابراهيم راعى كنيسة ماريوحنا ببنها أنه خلال فترة خطوبته عام “2009” كان يبحث عن شقة وعندما ذهب لصاحب احدى العمارات وعرف أنه مسيحى قال لى “أنا أحبكم جدا لما رأيته منكم “وعندما استفسرت منه قال لى “أولا أحب أبونا الكبير فى شارع المحطة “(يقصد مثلث الرحمات القديس الانبا مكسيموس المطران ومبنى المطرانية ) لانه كان يجعلنى أسترزق فى المناسبات من عمل الشاى والقهوة وأضاف بلغته البسيطة “وأيضا أحب أبونا اللى فى كنيسة النجدة “(يقصد القمص بيشوى فؤاد وكنيسة ماريوحنا الموجودة بتلك المنطقة) لانه لما عرف حالتى وقتها كان يعطينى كل شهر 100 جنيه حتى تمكنت من تزويج بناتى

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى