كتاب الموقعمقالات

مدحت منير يكتب … كيف ؟؟


..منذ أول شهر رمضان وأنا أفضل متابعة كلاسيكيات رمضان من خلال المحطة الرائعة التى تم من خلالها إنقاذ البقية الباقية من تراث التلفزيون المصرى الشديد الثراء والذى تم بيع جانب كبير منه – بكل أسف – لشبكات “إيه أر تى” و”روتانا ” وغيرهما ..وكلما شاهدت الأعمال الرائعة مثل “ألف ليلة وليلة ” لشريهان وفوازير “عالم ورق ” لنيللى و”فطوطة” لسمير غانم والبرنامج الإستعراضى “كان زمان” لسمير صبرى و”يا تلفزيون يا ” للفنان المبدع الراحل “رمسيس” وفوازير “عمو فؤاد” و”المسحراتى” للراحل العظيم سيد
 مكاوى والشاعر الجميل الغائب الحاضر فؤاد حداد وغيرها ..أتعجب من إنهيار هذا الصرح الكبير المسمى قطاع الإنتاج التابع لإتحاد الإذاعة والتلفزيون والذى أنتج كل هذه الأعمال بهذا المستوى الراقى جدا الذى كان بمثابة “مدرسة ” يتعلم المشاهد فيها تذوق الكلمة الراقية واللحن الشجى والتفاعل مع الإستعراضات الجميلة رغم عدم وجود التكنولوجيا الحالية فيها ..كيف كانت المؤامرة أيام 25 يناير 2011 قوية لدرجة هدم هذا الصرح العملاق ؟ ثم الأن وبعد 7 سنوات كاملة لماذا لم تحاول الدولة إعادة بناؤه ليعود لدوره الهام القديم خاصة فى شهر رمضان ؟..وكيف إنحدرنا من الأعمال العظيمة شكلا وموضوعا التى ضربت أمثلة بها فى السطور السابقة إلى مسلسلات الألفاظ الخارجة ومشاهد التدخين والمخدرات والبلطجة والبرامج التافهة والسطحية التى تدمن “الإستظراف” من نوعية البرنامج السخيف “مهمة مستحيلة” وتعلم الشباب والأطفال العنف والكذب من نوعية “رامز تحت الصفر” ..وغيرهما ..أما الإستثناء الوحيد فهو البرنامج الرائع “الصدمة 3” المستمر بنجاح للعام الثالث على التوالى و الذى يعلى الجانب الإنسانى وقيم التراحم والمحبة فى المجتمع يعنى يخرج من النفس الإنسانية أجمل ما فيها   وهو ما نحتاجه بالفعل فى هذه المرحلة وللأسف هو من إنتاج قناة عربية هى “إم بى سي” ..كم أتمنى أن لا نظل نبكى على أطلال مجدنا القديم الذى نراه على شاشة “ماسبيرو زمان ” طويلا وأن تتدخل الدولة لإحياء هذا المجد من جديد لأن إعلام رجال الأعمال هبط بنا خلال شهر رمضان إلى أسفل سافلين .

مباشر القليوبية

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى