من الأقوال المأثورة عن سيدنا معاوية بن أبي سفيان الصحابي الجليل ومؤسس الدولة الأموية الذي كان يتمتع بالحكمة والدهاء والحلم ،قولته ” إذا كانت بيني وبين الناس ،شعرة ، ما انقطعت ابدا .. ان هم شدوها رخوتها ، وان رخوها شددتها ” ، والذي جعلني اتذكر هذه المقولة عن سيدنا معاوية ما رصدته من العلاقات الإنسانية التي اصبحت في معظمها ” متفسخة ” ويرجع هذا إلي اسباب كثيرة ، حيث أن العلاقات بين الأشخاص أصحبت لا تقوم علي اسس ومبادئ راسخة ومتينة .. فأساس العلاقات المتميزة والمستمرة بين الناس تقوم أولا علي الإحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الأخر وتطبيق الأصول والأداب في هذه العلاقات كعدم افشاء الأسرار والحفاظ علي حرمة البيوت وحرمة الصداقة والإستئذان قبل الذهاب إلي بيت الصديق ولا يأتيه فجأة وبغير استئذان .. وهذه الأشياء ان تبدو بسيطة في نظر البعض لكنها ذو أهمية كبيرة وهي ما نادت به كل الأديان السماوية ، كما انها من الحضارة الإنسانية . وأعتقد انه لابد من وجود مسافة في علاقات الأشخاص بعضها ببعض بحيث يعرف كل إنسان حدود تعامله مع الاخر .. ولا يعني هذا عدم وجود الإختلاف في الرأي فكل منهم يحترم رأي الاخر وتبقي العلاقة قائمة علي الأسس التي ذكرتها وأقول أن الإحترام ياتي قبل المحبة والمودة وياحبذا لو إجتمع الإحترام والمحبة والاخلاص في العلاقة ولكن إذا وجدت المحبة دون إحترام فلا معني لوجود علاقة صداقة تجمع بين اثنين . ما رصدته خلال رحلتي في الحياه يؤكد أن العلاقات الانسانية ايام زمان كانت أقوي وأمتن ولهذا استمرت صداقات الناس سنوات طويلة حتي افترقوا عن بعضهم إما بالموت أو بالسفر .. الموضوع يحتاج منا جميعا إلي اعادة نظر في العلاقات الموجودة حاليا لان معظمها اصبح قائما علي المصلحة والمنفعة .. كما أن كلمة الخيانة أصبحت شائعة في علاقات الناس بعضهم ببعض .. وايضا أصبح من باب العشم ما يضر هذه العلاقات ويفسدها .
وللحديث باقية .. وكل عام وأنتم بخير .
مباشر القليوبية
